اخر الأخبار

الألباني مُبتدِع !!!

الشيخ الألباني حسب قاعدة التبديع بالتسلسل مبتدع




الألباني مُبتدع !!!  


     في مُستهل الكتابة رُسمت على ملامحي ابتسامة صغيرة بحجم عقل ساذج قرأ العنوان فقط ولم ينتبه حتى لعلامات التعجّب الثلاث أمام العنوان ، قائلا ما بلغ علم هذا الغرّ ليُبدّع العلاّمة و محدّث العصر الشيخ ناصر الدّين الألباني ولو أكمل لاختلف رأيه فما بدّعت و لا كفّرت الشيخ ولا غيره و لكن حيثيات نناقشها و نبحث لها في عقول المنتسبين للمدخليه عن تفسير 

بسم الله الرحمن الرحيم 

المدخلية هذا التيار أو بالأحرى الحزب الذي اكتنف ملامح فتاويه غموض ما كان ليكون لو شطّت المصلحة عن منتسبيه ولو كانوا أصحاب مبدأ في تبديع و تكفير الخلائق لما كانوا انتقائيين حتى في أحكامها ، عند المداخلة هناك ما يُسمّى " التبديع بالتسلسل " هذا النهج الذي اتبعوه لاخراج كل من مرق عن دائرتهم عن منهج السلف بوصفه بالمبتدع فتنفر منه العامة و الخاصة ويستحيل على منابر المداخلة مثالا لأن يُتّقى شرّه فصاحب البدعة ضال مُضل ، المهم بدّعوا صاحب البدعة و من استشهد بصاحب البدعة و لو في مواطن الحق وبدّعوا من مدح أو تكلّم بخير عمّن استشهد بصاحب البدعة و من لم يبدّع من بدّعوه هذا هو التبديع بالتسلسل بمعنى أنّ التبديع قد يصل بهم حتى لمن جلس مع من بدّعوه ، لا علينا وفق هذا فسيّد قطب و أبي الأعلى المودودي أهل بدعة و ضلال ومن كان بهما حميّا كان على بدعتهم و من استشهد بقولهم فهو مبتدع ومن تكلّم بخير عمّا لم يجانبوا فيه الصواب فهو مبتدع بمعنى من ليس على جادتهم مبتدع .
       
       الشيخ ناصر الدّين الألباني من علماء السلف المشهود لهم بالعلم ذكر في كتاب مختصر العلو للعلي الغفار وهو من تأليف ناصر الدين الألباني و الحافظ شمس الدين الذهبي بالضبط في الصفحة 60 من النسخة الإلكترونية " ولقد تنبه لهذا أخيرا بعض الدعاة الاسلاميين فهذا هو الأستاذ الكبير سيد قطب رحمه الله تعالى فإنه بعد أن قرر تحت عنوان جيل قرآني جديد .... إلى آخر الاستشهاد ، لاحظ جزاك الله خيرا كيف يستشهد المؤلفان وهم أعلام أهل السنة بسيد قطب كما يوصف بالداعية الإسلامي والأستاذ الكبير ولأن سيد قطب حسبهم مبتدع ضال مُضل فحسب قاعدة التبديع بالتسلسل المدخلية فالعلامة ناصر الدين الألباني و الحافظ شمس الدين الذهبي مبتدعان لمدحهما قطب ووصفه في كتاب مختصر العلو بالداعية الاسلامي و الأستاذ الكبير !! فلما لم يبدعو الألباني ولا الذهبي وقد دأبوا على هذا مع غيرهم ولو بدعوهما لكان في ذلك حجتهم لأن القاعدة تشملهم.؟؟ ثم ذهبا في نفس الكتاب في الصفحة 63 إلى تزكية قطب على الإمام البوطي بقوله " وهو ما أشار إليه الأستاذ سيد قطب رحمه الله في كلامه المتقدم ، فإن الدكتور المشار إليه ( يقصد محمد سعيد رمضان البوطي صاحب رسالة باطن الاثم الخطر الأكبر في حياة المسلمين المتقدِّم ذكرها ) قال لم تعجبه هذه الحقيقة فأخذ يغمز منها ومن المذكر بها ( يقصد سيد قطب ) تحت عنوان له في الرسالة المذكورة " مشكلتنا أخلاقية وليست فكرية " ، يا أخي إن كان منهج المداخلة حق وغيرهم على باطل فبدّعوا الألباني وقد وقع في حكم قاعدة التبديع بالتسلسل فماذا تنتظرون ؟؟ وفي كتاب " الحديث حجة بنفسه في العقائد و الأحكام " في الصفحة 91 من النسخة الإلكترونية يقر العلامة ناصر الدين الألباني بما جاء به سيد قطب بأن الحاكمية لله وهو ما بدّعوا عليه سيد قطب والمودودي فقال " أن تتنبهوا لأمر خفي على كثير من الشباب المؤمن المثقف اليوم....... ... بفضل جهود وكتابات بعض الكتاب الاسلاميين مثل سيد قطب رحمه الله تعالى و العلامة المودودي حفظه الله وغيرهما ، أن حق التشريع إنما هو لله تعالى وحده لا يشاركه فيه أحد من البشر أو الهيئات وهو ما عبّروا عنه " بالحاكمية لله تعالى " وذلك صريح تلك النصوص المتقدمة في أول هذه الكلمة من الكتاب والسنة ، أقول في الوقت هذا نفسه فإن كثيرا من هؤلاء الشباب لم يتنبه بعد أن المشاركة المنافية لمبدأ الحاكمية لله تعالى لا فرق فيها بين كون البشر المتبع من دون الله مسلما أخطأ في حكم من أحكام الله أو كافر نصب نفسه مشرعا مع الله وبين كونه عالما أو جاهلا كل ذلك ينافي المبدأ المذكور الذي آمن به الشباب والحمد لله فهذا الذي أردت أن تتنبهوا له وأذكركم به # فإن الذكرى تنفع المؤمنين # فقد سمعت كثيرا منهم يخطب بكل حماسة و غيرة اسلامية محمودة ليقرر أن الحاكمية لله وحده ويضرب بذلك النظم الحاكمة الكافرة وهذا شيء جميل ..... " أليست هذه هي الحاكمية التي بدّعوا لأجلها سيد قطب و المودودي وغيرهما ، فها هو ذا العلامة الألباني يستشهد بحديث " المُبدّعين حسب المداخلة " ويصف المودودي بالعلامة الذي يعتبره المداخلة أحد رؤوس الاخوان فلما لم يبدّع ربيع المدخلي أو أحد أتباعه العلامة الألباني و قد ذكر من بدّعوهم بخير لحق في قولهم واستشهد به وهو على هذا أحق أن يبدّع حسب قاعدة التبديع بالتسلسل أم القاعدة انتقائية حسب أهوائهم وما يتآلف مع مصالحهم ؟ ومن نفس الكتاب في الصفحة 93 يقول الألباني "... واعلموا أنكم بذلك فقط لا بغيره تحققون علما وعملا المبدأ القائل" لا إله إلا الله منهج حياة "( وهي من كتاب معالم في الطريق لسيد قطب ) و" الحاكمية لله وحده تبارك وتعالى " وذكرها المودودي و سيد قطب واللذين بُدّعا من أجلها و " بدون ذلك يستحيل أن نوجد الجيل القرآني الفريد " الذي هو وحده يستطيع أن ينشئ " المجتمع المسلم و خصائصه " وهي كلها لسيد قطب و بالتالي الدولة المسلمة المنشودة مصداقا للحكمة الصادقة التي قالها أحد الدعاة الاسلاميين الكبار رحمه الله تعالى " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم " يا ترى من يقصد الشيخ الألباني بأحد الدعاة الاسلاميين الكبار و لمن هذه الحكمة هي للشيخ حسن البنا رحمه الله تعالى ثم ختم بقوله وعسى أن يكون ذلك قريبا....... يا أخي بدّعوه ماذا تنتظرون قد انجلت لكم ، والله لن يفعلوا لسببين سنوردهما في الأخير بإذن الله نعود ومن كتاب " مختصر العلو للعلي الغفار "  يستشهد الألباني في الصفحة 61 بقول سيد قطب " نحن اليوم في جاهلية كالجاهلية التي عاصرها الاسلام أو أظلم ، كل ما حولنا جاهليه .... فلابد إذن في منهج الحركة الإسلامية أن نتجردفي فترة الحضانة و التكوين من كل مؤثرات الجاهلية التي نعيش فيها..... إلخ ، أليس هذا مما بدّعوا به قطب قالوا تكفيري يكفّر الناس هاهو محدّث العصر ناصر الدين الألباني يقول بقوله بدّعوه فقد استشهد بكلام مُبتدع وفق قاعدتكم .
      هي هكذا فالقواعد التي تخالف ليست بقواعد و يُراجع علم أصحابها من أهل العلم الموثوق بهم فالقاعدة لا يجوز تجزئتها ولكن لها شاذ يُحفظ لطبيعته ولكن اتحاد العلّة يكون مدعاة لتقرير حكم القاعدة و إلا أضحت انتقائية فقد أصحابها مصداقية إقرارها و اجتهادهم ، فحين تأخذ بقاعدة التبديع بالتسلسل دعاة و ترفعها عن آخرين فهذا من باب الإنتقائية  كما ولا يجوز الإنحراف بالقاعدة إلى فهم المولاة بمعنى من لا يكن على ما عليه الشيخ صار مبتدعا وهذا تحزّب سيدفع بتأجيج الفرقة بين المسلمين و يشتت صفّهم ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية " وليس للمعلمين أن يحزبوا الناس، ويفعلوا ما يلقي بينهم العداوة والبغضاء، بل يكونون مثل الإخوة المتعاونين على البر والتقوى، كما قال تعال " :  وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ  " وهذا ما عليه المداخلة الآن فمن وافقهم قرّبوه و من خالف المدخلي بدّعوه و ألحقوا به الضلالات يقول الشيخ صالح المنجد في محاضرة بعنوان ضوابط البدعة و الانحرافات في ابواب البدعة و التبديع " يوجد من يجعل معيار قبول الشخص موالاة الشيخ فلان، ومعيار تبديع ومعاداة الشخص مخالفة الشيخ فلان، أنت خالفت كلام الشيخ فلان أنت مبتدع، أنت ضال، اهجروه بدعوه، هذا ضلال مبين، لأن معنى ذلك تقديس الشيخ فلان هذا، وأن كل ما يقوله حق، وهو المعيار، ومن كان معنا فهو صديقنا، ومن خالفنا فهو عدونا، هذا مبدأ بعض الطغاة المعاصرين من طغاة الغرب، هذا منطق بعض المعاصرين من طغاة الغرب " لاحظوا جزاكم الله خيرا ماجرى من دأب المداخلة كل من خالفهم بالرأي بدّعوه و ألفوا فيه الردود و هُجِر ، يقول الشيخ عبد المحسن العباد " لا يجوز أن يمتحن أي طالب علم غيره بأن يكون له موقف من فلان المردود عليه، أو الراد، فإن وافق سلم، وإن لم يوافق بدع وهجر، وليس لأحد أن ينسب إلى أهل السنة مثل هذه الفوضى في التبديع والهجر، وليس لأحد أيضاً أن يصف من لا يسلك هذا المسلك الفوضوي بأنه مميع لمنهج السلف " 
      نقول فماذا بعد هذا من تفصيل وتقنين ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله أم أخذ المداخلة على الذين اتبعوهم المواثيق و العهود و اصطفاهم الله بالعلم دون غيرهم فكانوا مؤتمنين على ما حملوا لم يُنقصوا فيه ولم يزيدوا وكانوا أولى من رسول الله عليه الصلاة و السلام  بهذا ؟؟ !!!! يقول شيخ الإسلام بن تيمية " وليس لأحد منهم أن يأخذ على أخذ عهدًا بموافقته على كل ما يريده، وموالاة من يواليه، ومعاداة من يعاديه، بل من فعل هذا كان من جنس جنكيز خان وأمثاله، الذين يجعلون من وافقهم صديقًا واليًا، ومن خالفهم عدوًا باغيًا  " فمن اصدق إنباءا و أفصح لسانا و أقوى علما شيخ الإسلام أم من يُجيز الإستعانة بالكافر في الحرب على المسلم ؟ قرّروا يا أولي الألباب .

لماذا لم يُبدّع ربيع المدخلي أو أحد أتباعه الشيخ الألباني  ؟

  لو كانوا ممن يؤخذ عنهم العلم بلا دخن لقالوا قولة الحق وما خافوا في الله لومة لائم و لكن ذهبت قلوبهم و تمكّن السلطان منها فللمُنقّب في مذهبهم آيات و آيات تُبطل منهجهم ، فلو أخذوا بشمول حكم القاعدة على من أتى بنواهيها لكان لزاما تبديع الألباني ولكن هم انتقائيون يُقرُّونها بحسب أهوائهم و يرفعونها حسب أهوائهم وحسب رأي هم لم يُبدّعوا الألباني لسببين 

- أنّ تبديع الألباني و هو أحد الراسخين في العلم و المشهود له بإجماع من كانوا على منهج السلف السليم سيفتح على المداخلة أبواب جهنّم و سيدفع بمن يتبعون منهجهم إلى الريبة وهو ما لا يريدونه .
- تبديع الألباني سيجعل أيضا من لقب حامل لواء الجرح و التعديل الذي أطلقه قبل حوالي عشرين سنة على المدخلي بدعة وهو ما لا يريدونه لأنّ هذا اللقب بالنسبة لهم بمثابة الآية التي تُنكر عن ربيع المدخلي أيّ دخن ، يعني أنّهم لو بدّعوه فما جاء به بدعة و هذا اللقب سيدخل تحت حكمها ، ولو انّ الألباني رحمه الله تعالى عاش إلى الآن لأنكر على نفسه ما قال فربيع في ذاك الحين كان يرد على المبتدعة و الكفار أمّا الآن فلم يسلم من طعنه و تبديعه حتى أهل السنة .   

تحميل كتاب مختصر العلو للعلي الغفار من هنا 
تحميل كتاب الحديث حجة بنفسه في العقائد و الأحكام من هنا 

                                                               



ليست هناك تعليقات