اخر الأخبار

حزب المداخلة

المداخلة ، حزب ، ربيع المدخلي


حزب المداخلة 


القرآن واحد لا تحريف و لا تزييف و السنّة الغرّاء واحدة و إن اختلفت مراجعها و أسانيدها إلا من شذّ كذبا و تغليطا فقد شذ في النار لقول رسول الله عليه الصلاة و السلام " إنّ كذبا علي ليس ككذب على أحد ، من كذب عليّ متعمّدا فليتبوأ مكانه من النّار " والحديث للبخاري  ، تختلف الكائنات و هذه سنة الله في خلقه ولكن هل خلاف الأشخاص حول فرع من فروع  الدّين توسعة على المسلمين و إن كان الإجتماع أفضل أو هو مدعاة للحروب و الدمار كما يحدث من خلاف التوجّهات في دولنا العربية  ممّا سبب خرابها وأحالها مِزقا لا تعرف حكوماتها لمّ شتاتها ؟ ، اختلف الأنبياء ولم نقرأ في القرآن أنّ أحدهم عرّض بالآخر أو شهّر به و سبّ نسبه قال تعالى  "وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ  وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا  وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ  وَكُنَّا فَاعِلِينَ "  أذمّ الله سيّنا داوود عليه السلام ؟ واختلف الصحابة - وهم على ما هم عليه من العلم -  في شأن أسرى بدر فرأى أبو بكر أنّ الفدية لما فيها من زيادة القوة أنسب و رأى عمر بن الخطاب قتلهم ولم تقم بينهما بغضاء ولا تجريح ، و خلاف الإمام مالك مع الخليفة أبو جعفر المنصور في فرض " الموطأ " على الناس فرفض الإمام لاعتباره أنّ العلماء و الآراء تختلف باختلاف الأزمان فلم يكن مستبدّا برأيه وما اعتبر أنّ الموطأ أبلغ منهجا و لم يكن هذا خروجا عن الحاكم و لا مدعاة لتجريح الإمام ، أمّا ما نقرأه اليوم ممّن ينسبون لأنفسهم علم التجريح و التعديل أو من كان ولاءهم للفكرة و الشخص دون الله و الإسلام فقد شطّوا حتى بلغوا من التشهير و القذف لمن خالفوا منهجهم ما لم تبلغه ألسنتهم من الخوارج و أصحاب البِدع ، فاستحالوا على ما هم عليه حزبا وهو يرفضون التحزّب و الولاء لغير الله و ما ظاهر قولهم وما أعلنت ألسنتهم إلا خلافا لما استقرت عليه قلوبهم ، فكانوا سياطا على المنابر لكل من خالف مُنظّرهم أو خرج عن جماعتهم ولو بحق فألفّوا في ذلك الرّدود و غالوا في التشدّد فذكروا و ذكّروا بمساوئ من ناوأهم و جيشوا له من الألفاظ ما يُسيئه وكانوا لمن واطأهم ظهيرا وكان بهم عزيزا مُتجبّرا ما كان على جادّتهم وهذا حالهم حتى ذكرهم أقرانهم بكذب أقوالهم فتباينت القلوب وتعاظمت الحشود تتألف هذا وتنحاز لذاك ولو خلّوا بينهم و بين القرآن و السنّة لكان أولى ولما كثرت الفتن وزاغت الأبصار عن دين الحق ولما تشتتنا ونحن على دين واحد نوالي هذا ضد ذاك فاختلط علينا الأمر لما ألصقوه بأنفسهم من تسميات كمنهج السلف وإمام الجرح و التعديل وغيرها مما يُلصقونه بأنفسهم ليختلط في ذهن العامة أنّهم هم الأصل ومن خالفهم مارق عن أهل السنة و الجماعة  وتبدأ الطامة بنسبه إلى الحدّادية أو إخواني فيقولون عن هذه أنّها اخطر على الإسلام من اليهود أنفسهم كما وقد ينسبون من ناجزهم الرأي إلى الشيعة و الخوارج ، فكانوا بذاك مغالين يرون في أنفسهم أصلا لا تحريف فيه و غيرهم على الضلالة  فعلى ما قال إمامهم ربيع المدخلي يهتدون ودون هديه ليس من السنّة في شيء بل محض بِدع مرقت عن نهج السنة فهم يرون أنّهم أصلها و عمودها وليس لغيرهم أن يكون إماما إلا على طريقتهم فشدّدوا وردّوا على من خالفهم و لم يكن ذلك دأب الأوّلين بل أحدثوا هذا في أمرهم وأوغلوا حتى أضحى منهجهم فتكالبوا على منتقديهم ولم يُراعوا في ذاك  اختلاف العقول ولم يقتبسوا من فعل الصحابة و التابعين ولو فعلوا لما كانوا على ما هم عليه من التنابز على المنابر ، هؤلاء من يقولون قولنا سنة المصطفى وحين تسمع سعيد رسلان تُنكر ما جاءت به ألسنتهم فهذا الرّجل تجاوز كل الخطوط و لست أقول مقالة عن غير هدي و علم و لكم أن تعودوا لما أسماها أتباعه محاضراته أو خطبه فيُرفعُ اللبس عمّن غشاه فتارة على هذا و تارة على ذاك و يُنكر على هذا و يأتي بما أنكر على الآخر فتراه مُنقطعا يتربّص بمن خالف حزبهم ، وهم على ذاك حتى ذكرهم من سبقهم علما بالكذب وفي المقال دليل على هذا ، أوّلا لكي نفهم :

من هم المداخلة :    

       المداخلة أو الجامية هما وجهان لعملة واحدة فالمداخلة  نسبة لأبرز مشايخهم ربيع بن هادي المدخلي المولود في 1932 و الجامية نسبة لشيخ ربيع الشيخ محمّد أمان الجامي أثيوبي الأصل والمداخلة حركة أو تيار سلفي نشأ في السعودية بالضبط عند اجتياح العراق للكويت في حرب الخليج الثانية وكان جوهره ردّا ، يقوم رأيهم على إطلاق الموالاة للحاكم ويرون في الرأي المخالف له مظهرا من مظاهر الخروج عليه و إثارة الفتنة كما ويأخذ رأيهم لمن يخالفهم منحى التبديع فلا يكتفون بالإنكار . 
على ماذا استند المدخلي في جواز الإستعانة بالكافر لقتال المسلم ؟   :
         كما أسلفنا أنّهم اعتمدوا على الردّ على خصومهم ومن خالفهم الرأي وكان ذلك دأبهم  قلنا ظهرت هذه الحركة ردّا على التيار الإسلامي الذي يتبنّى رفض فكرة الإستعانة بغير المسلم لقتال المسلم وهو الأصل ، وكان ردُّ ربيع كتابه "صد عدوان الملحدين وحكم الاستعانة بغير المسلمين" فأجاز ذلك و هنا يأخذ الحديث منعرج الإستشهاد فيرى الإمام النووي في روضة الطالبين " ... أنّه لا يجوز أن يُستعان عليهم ( أي البغاة من المسلمين ) بكفار لأنّه لا يجوز تسليط كافر على مسلم وظاهر القول التحريم على إطلاق الامر ولكنّه أجاز في تتمة الفقرة بالكتاب الإستعانة بمن يرى قتلهم مدبرين ( أي البغاة المسلمين ) إمّا لعداوة أو لاعتقاده بقوله " ..... إلا ان يحتاج لهم بتوافر شرطين مجتمعين هما : 

الشرط  الأوّل : أن تكون فيهم جرأة وحسن إقدام : وما ذاك من شيم الكفّار فحسن الإقدام يأخذ من بعض معانيه عدم الإسراف فلا إفراط و لا تفريط وأن يكون الإقدام على غير شطط في غي يُذهب غاية الأمر و هي صد المسلمين البغاة دون قتلهم وهذا من تنافي الحال فالكافر مُستبيح لدم المسلم هادرٌ له والحوادث شاهدات في الصّين و ما تفعل روسيا و أمريكا في سوريا وليبيا ... إلخ يعني هذا الشرط غير متوافر و لا يُمكن ضمانه وهذا فقط كافٍ ليكون عدم الجواز دون الإنتقال للشرط  الثاني و لكن نُعرّج عليه تعريج المُسلّم  .

الشرط الثاني : أن يتمكن من منعهم لو ابتغوا أهل البغي بعد هزيمتهم : هيهات هيهات فهذا أشطّ من الاوّل و أبعد ففرقة المسلمين و استحالتهم مِزقا وحّد صفوف الكفّار و غلّب كلمتهم  فكنّا لهم تَبَعًا على ما هم عليه من مُخالفة الشرع و قبيح الفعل ولهذا فهذا الشرط كسابقه لن يتحقّق ونحن على حالنا حتى يرث الله الأرض ومن عليها وبالتالي تحقق الشرطين غير ممكن على هذه الحال كما اشترط الإمام النووي . 
       قال الإمام الشافعي " لا يجوز لأهل العدل عندي أن يستعينوا على أهل البغي بأحد من المشركين ذمي ولا حربي، ولو كان حكم المسلمين الظاهر؛ ولا أجعل لمن خالف دين الله، الذريعة إلى قتل أهل دين الله "  كما وقال الشوكاني في السيل الجرار: " وأما الاستعانة بالكفار فلا تجوز على قتال المسلمين؛ لأنه من تعاضد الكفر والإسلام على الإسلام، وقبح ذلك معلوم، ودفعه بأدلة الشرع لا يخفى " وقال العلاّمة الحنبلي منصور البهوتي في كشاف القناع عن متن الإقناع : « ويحرم الإستعانة عليهم ( يعني البغاة ) بكافر؛ لأنه تسليط له على دماء المسلمين وقال أنّه " لا يُستعان به في قتال الكفار فلئلا يُستعان به في قتال مُسلم بطريق أولى ولأنّ القصد كفّهم لا قتلهم وهو لا يقصد إلا قتلهم .... " ولقوله تعالى " وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا و بالتالي على ماذا اعتمد المدخلي في فتواه الرامية بإجازة الإستعانة بالأمريكان لقتال العراق ؟ و أهل العلم من السابقين على غير ما اهتدى إليه عقله وما تقدّم من الإستشهاد قد أوفى  ، وهل قذف و شهّر المالكية بالشافعية و الحنابلة أو العكس لمِا وقع من اختلاف الرأي بين مذاهبهم ؟  

تناقضاتهم : 

       ولأنّ شأنهم لا يقوم على جلاء الأمور  واتضاح اتساقها فقد أضاع بعضهم في منعرجات الطريق بعض معالم حزبهم و كان فعلهم مخالفا لقولهم فأقاموا الحجّة بدافع مصلحة السلطان ما اتفقت ومصالحهم على من خالف مذهبهم في سياسة الأمور .
أوّلا : صرّح ربيع المدخلي بأن الإخوان لم يتركوا أصلا من أصول الإسلام إلا نقضوه هنا وجب علينا تبيان أن نواقض الإسلام عشرة إحداها مُظاهرة المشركين، ومعاونتهم على المسلمين، والدَّليل على ذلك قوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "  ما يعني أن الإستنصار بالكافر على المسلم ينقض إسلام المسلم ، إذا فعلى هذا فالمدخلي قد وقع في ناقض من نواقض الإسلام بكتابه " صد عدوان الملحدين وحكم الاستعانة بغير المسلمين " بإجازته الإستعانة بالأمريكان ضد صدّام حسين ، أليس ما أنكره على الإخوان وقع فيه ؟ 
ثانيا : يدين حزب المداخلة بإطلاق الطاعة للحاكم حقنا للدّماء وهنا يتبادر إلى ذهن القارئ السؤال التالي إن كان مذهبهم الإذعان للحاكم فلما يقفون مع حفتر ضد حكومة الوفاق الشرعية ووقفوا مع السيسي في انقلابه ضد مرسي المُنتخب ... إلخ أم يرون في الحاكم الذي تجب على الرّعية طاعته من يكون ظهيرا للسعودية أمّا غيره فمارق وجب خلعه و قتاله .
ثالثا : إن كان ولاءهم نابع من حرصهم على صون دماء المسلمين و أعراضهم كما زعموا - ولست هنا للتشكيك في النّيات فالله أدرى و أعلم بها و لكن لتوضيح بعض ما خالفوه من قولهم - فلِما أجاز زعيمهم في مصر محمد رسلان قتل معارضي كرداسة بعد وصفهم بالخوارج وقد أجازوا قبله انقلاب عبد الفتاح السيسي و الذي كان منتهاه إلى هذا ؟ وكيف يرى في هؤلاء خوارجا و في متظاهري رابعة وقد كان من باب أولى أن يكون فعل السيسي ضد مرسي فعل الخوارج وكان لزاما عليهم الأخذ بزمام الحق و ترك ما يخالفه تِبَعًا لما يرونه في جوب طاعة الحاكم و موافقة سياسته ، أم لأنّ حكم مرسي لا يوافق مآربهم والسيسي وافق أطماعهم  ؟
رابعا : أصمّوا آذاننا بحرمة دماء المسلمين و غاصوا في استباحتها حتّى الركب و قطبهم في ليبيا شاهد يدعم حفتر ويذبح المعارضين من الوريد للوريد أمام الكاميرات و رسلان يدعوا لقتل متظاهري كرداسة ، فأين حرمة دماء المسلمين في هذا ؟
خامسا : الكيل بمكيالين وفسخ المعايير فحين يُنتقد مشايخهم يصفون المنتقد بالمبتدع الضال و حين ينتقدون هم أهل السنة قالوا عن ذلك علما واصطلحوا عليه علم الجرح و التعديل 
سادسا : يرى أنّ المبتدع و لو كان من اهل السنة ليس له إلا البغض و الكره و هنا قد خالف شيخ الإسلام ابن تيمية الذي قال أن المبتدع يجتمع في حقه الحب و بغض  وقد ورد هذا ردّا على ابن تيمية في كتابه عون الباري  ، أليس هذا من فعل الخوارج و مذهبهم أن بَغَضوا كل من خالفهم و حاربوه و نسوا من تقدّم من جميل فعله و صنيعه ؟ وبالتالي صاروا على قاعدة ضلّ من زلّ  .
سابعا : الخروج عن ولي الامر بالسلم لفظا و السلاح  يجتمع عند لفظ الخروج إذا فعلى هذا فانقلاب السيسي على مرسي الرئيس الشرعي بالأغلبية يُعتبر من فعل الخوارج فهل أجهروا للسيسي بهذا و أنكروا أم اختاروا التطبيل و الموافقة ؟ وعلى هذا فمن وافق السيسي على فعله يأخذ منحى الخوارج حسبهم و لهذا وجب على ربيع المدخلي إن كان على ما يقول شهيدا إلزام سعيد رسلان  و طلعت زهران وغيرهم ممن والوا السيسي بما أقروه على أنفسهم أم هناك أمور لا يستسيغونها في مرسي و لهذا أصمّوا آذانهم و كفّوا ألسنتهم ؟ بل ولا يُجيز منافسة السيسي في الإنتخابات !!!.... ويحكم..... مالكم كيف تحكمون .
ثامنا : هم يدّعون انّهم أهل السنة و متن الجماعة فكيف يجتمع الإسلام مع العُجب و الكبر و العياذ بالله و قد قال رسول الله عليه الصلاة و السلام و الحديث لابن مسعود { لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر  } ومن مظاهره فيهم أنّهم يُطلقون على أنفسهم و مشايخهم ألقابا يتمايزون بها عن غيرهم كإمام الجرح و التعديل الذي أطلقوه على مُصنّفهم ربيع المدخلي فأخذ بذاك و على ذاك القدح في كل من خالف منهجهم بأن قال هذا سروري ، قطبيٌّ ، حدّادي ، حزبي ، حلبي  .... إلخ  من فصائل التصنيف التي يبتدعها إخراجا للناس من صف الجماعة فهو على ذلك ضال مُضل من أهل البدع ثم أسقطوه برأيه  ، ولو اخذناه بالعقل لكان لزاما طرح السؤال التالي : هل مُكّن هذا الربيع علم الأوّلين و الآخرين ليُعطي لنفسه حق إسقاط هذا و رفع ذاك وكيف تكون له و لم تكن لمن سبقوه علما كابن تيمية و الألباني ، وليس ها هنا تنتهي ألقابهم بل أطلقوا على أنفسهم لقب المُجدّد و العلاّمة و الإمام بالإضافة إلى حامل لواء الجرح و التعديل هذا اللقب الأخير الذي أتاح لهم أن يوغلوا في قذف أهل السنة و ذمّهم و القدح فيهم كما يفعل كبيرهم في مصر رسلان وقد كان من باب أولى النصح لهم إن رأوا منهم زلّة تنوء بهم عن عرين الجماعة ولكن هم أبوا إلا تجريحهم ، كما و دلّسوا على العامة بأن مارسوا حيلة الإدخال حيث يذكرون أسماء مشايخهم فيما يُروى عن العلماء الثقات فيقولون أنّ العلامة الألباني و ابن تيمية و المدخلي و ابن باز و الشيخ رسلان و بهذا دلّسوا على العوام و جعلوا أنفسهم أندادا لأهل السنة و الجهابذة من العلماء وما هم بذلك . 
تاسعا :  كبيرهم في مصر يقف ضد حماس و الجهاد ضد اليهود فيصف حماس بلعب الصبيان و اسرائيل بالدولة المنظمة لها أسس راسخة و قواعد باسقة وهو بهذا يعترف لها بصفة الدولة و قد دأبنا على وصفها بالكيان أفلا يُعتبر هذا تطبيعا ؟ ومولاة للكافر ضد المسلم .
عاشرا : ولعلّ هذه خاتمة ما كتبت لأن الموضوع و مخالفاتهم تطول لو أخذنا بمبدئهم في تتبع العورات و الزلاّت ، المدخلي رسلان يقول أنّ أخذ العلم دون عزو و نسب لصاحبه ليس سرقة و إنّما صنيع العلماء و قبلها في موضع آخر يقول أنّ في قانون السلف أنّه من بركة العلم أن يُنسب إلى صاحبه فإذا نقلنا شيئا أو قلنا شيئا ننقله إلى صاحبه ؟ !!!!  وهو بهذا يُفسّر المنهج على هواه كيفما كان فيُناقض صريح كلامه بعضه بعضا .
    إنّ العامة ممّن أخذوا العلم عن هؤلاء لم يبحثوا في من أخذوا العلم عنهم بالقدر الذي سمعوا ولهذا التبس الأمر واختلفت بناءاته فمنهم من يسمع منك و يُنكر دون بحث أو تقصّي و منهم من يسمع  ، يبحث فيسأل وذاك أحوط للدّين و أبعد عن الشبهة و التدليس ونحن لا نذكر ما ذكرنا لكثرة علمنا فما أوتينا إلا قليلا و لكن من سمات العاقل أن يقرأ و يبحث لا أن يكون إمّعة يؤخذ برأيه يمينا شمالا لا يفهم رأسه من أخمصيه ، هذا غيض منم فيض جمعناه بأدلته ولو أردنا جمعا لألفنا في ما جاؤوا به كُتبا تتعدّد مشاربها و مواردها .................... نسأل الله أن يفقهنا في ديننا و يُبعد عنا أهل الضلال و حكام السلطان و المتزلّفة .



ليست هناك تعليقات