اخر الأخبار

الدستور الجزائري 2020 هل سيكون فعلا دستورا توافقيا ؟

2020،توافقي، دستور، الجزائر،





الدستور الجزائري 2020 هل سيكون فعلا دستورا توافقيا ؟

    الدساتير على اختلاف مبادئها و طريقة تشكيلها للأنظمة تتفق في نقطة واحدة على أنّها معيار يوضّح مدى الإختلالات على مستوى السلطة ومدى استوائها ناهيك عن ممارسات مؤسساتها فهي بهذا النهج الذي يرسم معالم الدّولة و مقدار توافقها مع القانون و ما تسنّه الجماعة وفي ذلك فيصل الأمر بين مصلحة المجتمع و المصالح الشخصية الضيّقة ومن هنا نستولد فكرة التوافق بناءا على طرح الأغلبية و الأغلبية وفق منظور الشرعية التام تعني أغلبية الفئة الناخبة وليس أغلبية الفئة المنتخِبة فعزوف الأغلبية يعني تخلخل عناصر الثقة بين السلطة و المجتمع ممّا تستحيل معه الشرعية ناقصة لا تُلبّى الضرورات القائمة في المجتمع ولا أفكاره .

دستور الجزائر 2020  

    في سباق نكبة المرادية ( دعونا نحسن الظن بوصف النكبة فحقيقة في خضمّ هذه الظروف عرش المرادية على فوهة بركان ) قلنا في سباق الإنتخابات أسهب المترشحون الخمس للإنتخابات في تليين جانب المواطن بوعود منها ما هو مألوف مُستهلك لا يرتقي للإقناع دأبت السلطة على ممارسته  و منها ما هو مُجرّد ذرّ للرماد في العيون وما مجزرة النواح التي أثاروها إلا دليل على عدم القدرة على الإقناع دون استمالة العواطف لا العقول ، المرشّح عبد المجيد تبون من بين الخمس  وعد بدستور توافقي يُقلّص صلاحيات الرئيس  المستحوذة بالطول و العرض على أجهزة الدّولة وقد بدأ فعلا بعد فوزه بالإنتخابات بتجسيد دستور جديد للدّولة .

هل سيكون الدستور توافقيا فعلا ؟  

     المسودّة الأولى التي تمخّضت عن خبراء صياغة الدستور حسب وصف السلطة لم تكن تماما في المستوى و المتأمل في محاورها يجدها تعديلات و ليست دستورا جديدا بالمفهوم التجديدي للهيكيلة القائمة عليها الدولة في الوقت الراهن و المتمعّن أكثر يجد أن خبرة الخبراء في المجال الدستوري كانت غائبة تماما بل تم تأطيرها حسب رغبة السلطة فقد حافظ على الكثير من هيمنتها  و هو ما جعله محل نقد لاذع لم تسلم منه السلطة ولا لجنة الخبراء وكان تقريبا استمرارا للدستور الحالي وهذا بشهادة عضو لجنة صياغة الدستور فاتح أوقرقوز قاضٍ سابق في المحكمة الإفريقية لحقوقالإنسان وحائز على الدكتوراه في القانون والذي استقال من اللجنة معترفا أنّه غير مسؤول عن المسودّة ، ممّا جعل السلطة تُسعف المسودّة السوداء إن صح التعبير ببعض المقترحات عن طريق إعادة الصياغة وهذه المقترحات تكون كتابية بيدا انّه كان من الأرجح جعلها شفاهية تكون فيها المناقشة مناظرة فكرية واسعة  بين أطياف المجتمع و نُخبه وعلى كامل ربوع الوطن يستخلص منها القائمون على فكرة ناضجة لصياغة المحاور ، هذا المنهج الذي تتبعه السلطة في تقرير مصير الشعب يوحي بأنّ النسخة النهائية للمسودّة لن تلقى الإجماع المرجو لأنّ فكرة الأحادية في ممارسات السلطة لم تتنازل عنها هذه الأخيرة ممّا سيُخرجها من دائرة التوافق إلى خانة الإجتهادات السلطوية للفئات الحاكمة  .  
 

ليست هناك تعليقات