لماذا أردوغان و تركيا ؟
لماذا أردوغان و تركيا ؟
الفكرة لتكون صادقة يجب أن تُعزل عن التوجّهات الشخصية ... من بين الذي أثار استغرابي و سيفعل معكم ردود الفعل العربية تجاه تركيا وما يفعله رئيسها ، تدّخل أردوغان في شمال شرق سوريا لفرض منطقة آمنة لتأمين حدوده وكان التدخّل شرعيا وفق اتفاقية أضنة لسنة 1998 فاجتمعت الجامعة العربية على رأي واحد و بطبيعة الحال على غير مألفها وجرّمت التدخل التركي في الحدود العربية السورية بالرغم من أنّ تدخّل أردوغان كان ضد الإنفصاليين الأكراد يعني أصلا ليسوا عرب !! ( وهذا بعد مقتل خاشقجي ما يجعل فرضية توجيه السعودية للرأي العام العربي آنذاك واردا لما استعمله اردوغان وسيلة ضغط دولية على السعودية وقد نجح تماما في ذلك ) ولكن
السؤال المطروح لما جرّمت الجامعة العربية التدخل التركي المؤسس على معاهدة بين
أنقرة و دمشق و لم يجتمعوا على تجريم التواجد الأمريكي أو الإيراني أو الروسي أو
البريطاني... إلخ في حلب و ريف إدلب و الحسكة و غيرها من ربوع سوريا ؟!!!! تدخّل
أردوغان في ليبيا بناءا على اتفاقية موقّعة بتاريخ 27 نوفمبر 2019 بين أنقرة و
حكومة السرّاج المعترف بها دوليا في مؤتمر الصخيرات لسنة 2015 من قبل هيئة الأمم
المتحدة ، فهاجمته أغلب وسائل الإعلام العربية ووصفت الواقعة أنّها احتلال عثماني
لليبيا و أنّ أردوغان يُريد فرض سيطرته على المنطقة ( وإن كان هذا واقعا فهو حق كل
دولة أن تفرض سطوتها على المنطقة وفق ما يخدم مصالحها وبالأسلوب الذي تراه ناجعا
ولا يتنافى مع المبادئ الدولية ) السؤال هنا لما تناسى الإعلام و من يوصفون بزعماء العرب تدخّل مُجرم مصر بتمويل من الإمارات في ليبيا و لما تناسوا تدخّل السعودية و أمريكا و روسيا و فرنسا حتى أضحت ليبيا جغرافيا حرب بالوكالة ؟ ، هاجموا أردوغان بعد مؤتمر برلين والذي اصلا يُعتبر نُزهة و ليس مؤتمرا يدرس صراعا إقليميا وقالوا لما خرق اردوغان مخرجات مؤتمر بريلين وهذا الأخير اصلا دون مخرجات فلما لم يُهاجموا مصر و الإمارات و السعودية وروسيا وغيرهم من دول المنطقة التي تدعم حفتر من أجل مصالحها وتؤجج الصراع الليبي ؟ ، لما تجاهل من يصفون أنفسهم بالزعماء موالاة السعودية لأمريكا لإسقاط صدّام عن طريق قاعدة الأمير سلطان والتي كانت تستعملها أمريكا لمراقبة حظر الطيران المفروض على شمال العراق و جنوبه ؟ ولماذا لم يُسهب الإعلام العربي الهجين في قرابة التريليون دولار التي وهبتها السعودية لواشنطن وبعدها بفترة يُعلن ترامب القدس عاصمة لإسرائيل ؟ ولما لم تتكلّم الجامعة العربية عمّا تفعله ميليشيات الفاغنر في سوريا و ليبيا ؟ ولما لم تُسهب في تجريم ما تفعله الصّين في مسلمي الإيغور وإتخام سجونها بما يربو عن مليون سجين يعتنقون الإسلام أليسوا من جلدتهم ؟ لما لم يُسهب هذا الإعلام و المتشدّقة من أتباعه والجامعة ( المُفرّقة ) للدول العربية في تجريم ما يتعرّض له مسلمي الروهينغا من بوذية ماينمار أم على قلوب أقفالها ؟؟ !!! تجاهل أردوغان اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار وأعاد ترسيم الحدود بينه و بين ليبيا بناءا على الرصيف القاري وتجاهل كريت اليونانية فهاجمته مصر و السعودية و الإمارات وبنسبة أقل روسيا و أمريكا وغيرهم رغم أن اليونان ليست عربية ولا دولة مُسلمة ، ولما لم تجتمع الجامعة العربية على تجريم مذبحة رابعة والإنقلاب على شرعية مرسي التي هندس لها " لوكاشينكو " القاهرة وراح ضحيتها مئات المصريين ؟ ، ولما لم تجتمع الجامعة العربية لتتخذ موقفا صريحا معاديا من " ترامب "و " أولمرت " بإعلان القدس عاصمة إسرائيل و تمرير صفقة القرن التي يكتب بنودها " كوشنر " ؟ ولما لم تجتمع الجامعة وتُجمع الصحافة العربية على تجريم مجازر التحالف العربي الباطل على أطفال اليمن؟؟ لما يُطالب أصحاب الفكر الموروث أردوغان بالتدخل لتحرير فلسطين كما يتدخل في ليبيا ولا يُطالبون أنفسهم بذاك ودولهم يوما بعد يوما تزيد انبطاحا لإسرائيل ؟؟…….. تحررّوا من أردوغان فالرجل قد أسر عقولكم ثمّ راقبوا حُكّامكم لأنكم تعيشون توجيها للفكرة غير مسبوق و تأطيرا للعقل يأبى الخروج عن حدوده .
ليست هناك تعليقات