اخر الأخبار

فقه البلاط وعلماء السلطان

فقه,البلاط,علماء,السلطان,الظالم,الدرهم,الدولار

فقه البلاط وعلماء السلطان  ... بقلم جدّي معاذ

      غيّروا في دين الله بقدر سعة البلاط و استيعاب الجيوب ومقدرة المُعطي على الهبة والبذل فكان للباطل من علماء المَسْخ وأذناب السلطان ما أراد ، شوّهوا الحق فشوّه صورهم وبنوا على أنقاض التآكل فتاوى تهاوت بهم وهم في غفلة من أمرهم ، ما انتبهوا إلا لبطون ما شبعت وقلوب من بذخ الدنيا وزيفها ما ارتوت فتدنّت نفوسهم وتساقم فكرهم وما راعوا ذمم الخلق ووعد الله في شأن عباده وأمورهم ، تسافه بعضهم وما هم كذلك فقط لهثا وراء سراب حنّط ضمائرهم أن يحركها الحق فألجموا الألسنة وعموا الأبصار وأغرقوا الأمصار تحت مُسمّى الردّة على ظلم الحاكم وما ذاك ظاهرهم بل باطن الأمر وكُنْهُه فأصل فتاويهم " لا يجوز الخروج على وليّ الأمر " ولكن تجاوزوا الأمر فالدافع شهوات لا تقاوم ونزوات لا تُرَدْ وحاكم يبطش فذكروه بهذا ونسوا بطش الله وجبروته فذاك يُكفِّر حاكم العراق ويدعوا الخروج عليه وفي الأصل غير جائز - إذا أخذنا بمنطق سد الذرائع لفتوى الخروج - وصرفوا لها الأموال وبذلوا الانفس والنفيس فجيّشوا الطغاة ووالوا الكفار تحت ستار اهون الشرّين واليوم فتحوا بينهم وبين الشيعة منفذا للجحيم وذاك الشيخ الوخواخ أزرق اللحية كثير الصياح الذي دعى للخروج على مرسي ومساندة السيسي فالأمر عنده محسوم ، ميزان القوى من يتحكم في فتاويه ، ثم يدعوا على منابر المسلمين صائحا يصُم الآذان ويُزكم الأنوف بأن الخروج مفسدة وشره مستطير فيه من الإفساد ما طغى عمّا يُصلح فكان لزاما إتقاءه ولكن من أفتى بالخروج على مرسي ؟ أم لا يعتبر حاكما ؟ أم أعلن جهارا كفرا بواح فما التمسوا له عذرا كما فعلوا لغيره فكفره جلي واضح كما يكون من الماء الناقع الرقراق القراح ، أم غاية الأمر فكر الاخوان لا يسعف مآربهم ؟ وَيَا ليت هذا الشيخ اكتفى عند هذا بل نبز في ذاك وسب هذا وتعرض لحاكم قطر ورئيس تركيا وغيرهم ممن طالهم لسانه وهو على هذه الحال يقول قولة ويأتي على غير ما تأمر حتى ذكره بعض أنداده أنه على هوى وذاك فَقِيه غالى في التعدّي حتى أجاز الغناء تحت عذر عدم الفهم فتجاهل الآلة كأصل الحكم ودفع باللغة تخفيفا لوطأة المُحرّم ، يحسبونه هيّن وهو عند الله عظيم ، ثم باركوا تحالف الظلم على دويلة تفشّت فيها كل المهلكات من جراء بُطُون علماء البلاط وَيَا ليتهم أنهوا الامر على ما ابتدأ ، دويلة أذلّت تحالفا جرّارا والهدف ضرب إيران من خلال إسقاط الحوثي فانكشفت عورتهم وبانت سوأتهم وقبلها ليبيا وفتاوى الخروج على القذافي وجواز تدخل الغرب في فرض العدل داخل المجتمع الليبي وردع الزحف السلطوي للعائلة الحاكمة واليوم ليبيا تشتعل على وقع فتاويهم وسيستمر الوضع فالفتنة قائمة مادامت على أديم الارض أرجلهم ، علماء الدرهم والدولار .
        سَلِسَةٌ هي فتاويهم على قدر من يدفع أو على قدر الجاه والسلطان يُخترق الدين ويُنتقص من أحكامه ، فما كان من بطش الحاكم وجبروته برّر لهم تحت مُسوّغ التقية فتاوى العار و تنابز المنابر وتسفيه من لا يروق أسيادهم ، يجمعون بين الشيء و نقيضه خافوا لومة اللائم في حدود الله فاستباحوها وما جعلوا لها إلاًّ ولا ذمة ، اللهم لا تذر على الأرض من الكافرين ديّارا إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يَلِدُوا الا فاجرا كَفَّارا  ، أين ذهب حكم الموالاة للكافر و تكفير من يضاهرهم ودولةُ أشدِ العلماء صيتا تشد أزر أمريكا حتى طمعت بها ففرضت عليها ما أشبه بالجزية وكأنها من الذِّمة فما لهؤلاء العلماء لُجموا  وكفّت كلماتهم وكُبِحَ جماح فورتهم ، أم الأمر تعدّاهم فو الله ما أرادوا بهذه الأمة خيرا ولا بدينها ، طمسوا الحقوق و اصطنعوا الزهد و التقوى فدلّسوا على خلق الله وأثاروا الفتنة ففرّقوا الصفوف وشتّتوا الكلمة ، أضعفوا الساعد وأوهنوا الكاهل فاستحالت أمة الإسلام مِزَقًا عَبَثت بها أهواء علماء البلاط فذاك يُفتي بالجواز لأن الحاكم أراد و ذاك يُفتي بالحرمة لأن سَيِّدِه تَرَكْ وهذا على دين الدرهم وذاك يعبد الدولار والكل يجتمع عند قِبْلَةِ متاع الدنيا الغَرور ، وأنّه كان يقول سفيهنا على الله شططا ، أراقوا دماء المسلمين وزادوا بطش الحكام وتغوّلهم فما كان منهم إلا أن أيَّدوا الظلم وساندوا الباطل فظلّوا وأظلّوا من خلفهم فلا هم ساروا على يقين ولا جعلوا لمن خلفهم سُبُل الهداية و الرّشاد ، فلا كانوا ولا كان علمهم إن كانوا يُحقّون باطلا و يضعون حقّا .

ليست هناك تعليقات