غاز السارين و علاقته بفيروس كورونا

غاز السارين و علاقته بفيروس كورونا

جدّي معاذ 

          يتناقل الناس هذه الأيام كذبة الغاية منها أحد اثنين إمّا إحداث ضجّة على وسائل التواصل الاجتماعي  و جمع أكبر عدد من المتابعات أو إعطاء بصيص أمل ولو زائفا وسط كابوس إن لم تسعفنا رحمة المولى سيخيّم طويلا بيننا ، منشور نُسب لرئيس الصّين شي جين بينغ ثم ما لبثوا حتى نسبوه لرئيس كوريا الشمالية كم جونغ أون ، مفاده مع ملصق لصورة قطار يحمل عبارة covid19 أنّ الرئيسين سالفي الذكر صرّح – بالطبع هذا لم يحدث – أنّ فيروس كورونا وهم وأنّ الأصل هو تسرب في أحد المخابر الأمريكية لغاز السّارين !!! تكتمت عليه أمريكا وضغطت على OMS لعدم تحمل جريرة الأمر دوليا و الذي سيكلفها ملايير الدولارات من التعويضات نتيجة الوفيات !! النتيجة الحتمية لو ضلوع واشنطن في الكارثة و لكن .....

          هذه الهيستيريا التي أصابت الغالبية نتيجة هذا الفيروس وساهمت في ورودها كل مشرب أنست الفئة الكبرى أنّها مثقّفة أو على الأقل حاملة للشهادات ما يخوّلها –  نظريا على الأقل –  التمييز و البحث في حقيقة الأمر 

      

غاز السارين 

أو ما يعرف بغاز الأعصاب لتأثيره على الجهاز العصبي أو الميثيل فوسفونيل ديفلورايد أوّلا هو غاز قاتل في حالة استنشاقه لمدة طويلة أمّا المدد القصيرة فيمكن شفاءها بإعطاء المصاب مضاد للتسمم يسمى البراليدوكسيم  غالبا ويعطى عادة في حالات التسمم بمركبّات الفوسفور العضوية مع التعرّض اكثر للهواء النقي بالبقاء في الأماكن العالية نظرا لثقل الغاز كما أنّ أعراضه في حالة التعرّض له لفترة قصيرة تختلف عن أعراض كورونا و في حالة التعرّض له لمدة طويلة يصاب الشخص بالشلل والتشنجات و فشل الجهاز التنفسي مما يؤدي للاختناق و بالتالي الموت .

فيروس كورونا " كوفيد 19 "

Covid 19  تعني : مرض الفيروس التاجي 

Co : corona

Vi : virus

d :  disease 

19 : 2019 لأنّه ظهر في الصّين في 2019

وهو نوع مستجد ( هناك فرق بين جديد و مستجد ) من فصيلة الفيروسات التاجية التي سبق ظهورها مثل الفيروسات المسببة للإنفلونزا و فيروس " ميرس " أو ما يعرف بمتلازمة الشرق الأوسط و فيروس سارس و تعرف بالفيروسات حيوانية المصدر حيث صرّح العلماء أنّ هذا الفيروس تطوّر في الخفاش ممّا جعله يكتسب قدرة مناعية شديدة . راجع مقال لمنظمة الصحة العالمية من هنا   

أسئلة توضّح حجم الكذبة 

1. •غاز السارين و هو من مركبات الفوسفور العضوية يصيب بالتسمم فهل مانراه اليوم إصابات تسمم أم عدوى فيروس تاجي لانمطي حسب تصريحات أجمع عليها أكبر علماء الأمراض المعدية  ؟
2. •في 2013 شرق دمشق تم الهجوم على منطقة الغوطة بغاز السارين ، نعم قتل ما يفوق 1000 شخص و في 2014 تم الهجوم على سراقب بريف إدلب وغيرهما من المناطق السورية وتم الهجوم على مترو أنفاق طوكيو في 1995 وقتل تقريبا 13 شخصا فقط !!!  السؤال لما لم ينتشر بنفس الشكل الذي هو عليه الآن إذا كان ما يحدث الآن بسبب غاز السارين ؟؟
3. •المتعارف عليه أنّ التعرض لغاز السارين لفترة قصيرة لا يعد سببا للموت و يشفى المصاب بوصف مضاد التسمم فلما مات أزيد من 31 ألف شخص حول العالم ومدة التعرّض توصف بالضيّقة لأنّ – حسب الرواية الكاذبة – مصدر الغاز هي أمريكا ؟ وبالتالي باقي المناطق تعتبر مناطق تعرّض ثانوية لأنّ الغاز تقل حدّته مع الوقت في نفس منطقة الإنتشار فما بالك خارج الحدود ؟
4. •كيف أرسلت أمريكا جنودها و قد تعرّضوا للغاز مباشرة لمدينة ووهان الصينية ولم تظهر عليهم أيّة أعراض تدفع للإشتباه في إصابتهم بعدوى أو خلل وظيفي ما ؟؟
5. •حسب جامعة هونج كونغ ووكالة بلومبيرج هذا الفيروس أثبت انّه عند دخول الجسم يتكاثر وهي النتيجة الطبيعية لأي فيروس إذا وجد الحاضن و المستقبل ، فهل أثبتت البحوث العلمية أنّ غاز السارين يتكاثر بمجرّد دخوله الجهاز التنفسي ؟ 
6. • يؤثر غاز السارين عند استنشاقه أو دخوله الجسم على الجهاز العصبي فيحدث خللا في الوظائف العضلية وذلك بتدميره لإنزيم الأستيل كولين إستراز المسؤول على تفكيك الأستيل كولين للسماح للعضلة بالإرتخاء ، بالإضافة إلى خلل في الرؤية ... إلخ ، بينما يتّحد كوفيد 19 مع مستقبل إنزيمي يسمى ACE2 ويستعمله من أجل التكاثر ... إذا كيف يقول مروّج الإشاعة أنّ كوفيد 19 هو غاز السارين ؟
7. •أخيرا ألم يتضمّن المنشور إرسال أمريكا للجنود المتعرّضين – زعما – لغاز السارين للعرض العسكري في ووهان !! وطلب ترامب من بكّين التكتم على الأمر فكيف تتكتّم الصّين على أمر سيرهق كاهل منظومتها الصحية ؟ والأدهى كيف تعلم بالأمر ولا تتخذ احتياطاتها على الأقل وهو من بين أسوء الإحتامالات – إن صدّقنا فرضية العلم المسبق كما تحمل بعض المناشير و جزمنا بطرح  المؤامرة - ؟ وهذا دون الأخذ بعين الإعتبار ما عليه العلاقة الأمريكية – الصينية من مد وجزر !!

بالإضافة إلى انّ موقع snopes الشهير نشر مقالا يفند فيه هذه الإدعاءات بعنوان is   ? this train carrying covid 19  بمعنى هل يحمل هذا القطار كوفيد 19 ؟ 

المشكلة أنّنا شعوب تقرأ ولكن ليست بقارئة لهذا يسهل استغفالنا و تقبّلنا للدعاية و الفكرة دون نقاش .