اخر الأخبار

هل قتل القايد صالح ؟

قتل , القايد , صالح , الجيش , المؤسسة , العسكرية , اغتيال , مؤامرة , شنقريحة


هل قتل القايد صالح ؟ 

      إنّ تأصيل الخيانات في النظام الجزائري أضحى عرفا يشب عليه أصحاب المناصب و يورّث لأبنائهم حتى أضحينا لا نقر بقضاء الله و قدره و ننسب كل حدث للخيانة أو تتم صياغته وفق طرح نظرية المؤامرة ، وهاهي الأيام تثبت فبعد وفاة القايد صالح رئيس اركان الجيش الجزائري تنازع الشارع طرحان شتتا صفه فكريا فذاك مؤمن بقضاء الله و لا يستبعد فرضية المؤامرة و الثاني يُجزم أنّ هناك أمر دُبّر بليل لإيمانه بأن الخيانة أسلوبهم ولكن ماهي الحقيقة ؟

           إنّ المتتبع للشأن الجزائري – دعونا نحدد – خاصة بعد بداية بتر أطراف الفساد في المؤسسة العسكرية لاحظ الشارع أنّ الفساد كان مستشرٍ إلى درجة تجاوزت تصور البعض وفاقت جدلية أرقام مسدور حتى ظنّ المتتبع أنّ القايد صالح لن يبقي على جنرال واحد داخل المؤسسة لما تناقلته وسائل الإعلام لحجم فساد بعضهم ، من هذا المنطلق تأتي فكرة المؤامرة فمهما بلغت قوة الرجل داخل المؤسسة فلابد له من حليف كي يواجه جشع القادة في السطو على الدولة ولكن من ؟  ؟ وصل اجتثاث الجنرالات إلى رأس الهرم مفكر القايد وذراعه اللواء شريف زرّاد رئيس دائرة الإستعمال و التحضير ، تم دفعه لإقالته !!!! من بقي ؟ بالطبع قائد القوات البرية سعيد شنقريحة والمعروف عن هذا الرجل أنّه بعيد عن دائرة التدبير و المؤامرة و ما أبقاه في السلطة إلى الآن ولاءه للقايد صالح وهو عمليا ثاني أقوى رجل في مؤسسة الجيش لانّ أغلب قوام الجيش الجزائري من القوات البرية ، كل هذا الفساد سيدفع بالكثيرين إلى التفكير وفق مبدأ ما خُفي كان أعظم فصغار الحطب ممّن لم تصلهم النار سيكبرون لو تخلصوا من مضرمها  ، جرت الإنتخابات في موعدها ، تم تعيين الرئيس أو انتخابه كل هذا لا يهم ، فجأة صحا الشارع على وفاة مقسمه رئيس الأركان القايد صالح ، في لمح البصر يتم و بالنيابة - ربما لأول مرة في تاريخ الجزائر -تعيين قائد القوات البرية رئيسا للأركان خلفا لصديقه وهنا يُطرح السؤال لما بالنيابة ؟ و قد دأب العرف العسكري على انّ قيادة الأركان تكون من القوات البرية للسبب الذي ذكرنا .. إذا ففي الأمر احتمالان الأوّل إمّا أن تبّون يخطط لاسترجاع السلطة من المؤسسة العسكرية و يحضر طبخة ستفاجئ الجميع وهذا  مستبعد جدّا فالرجل شئنا أم ابينا ناقص الشرعية لعدم استحواذه على الأغلبية الناخبة وبالتالي سيبقى هاجسا يقض مضجعه خوفا من تأليب المناهضين له للرأي العام وسرعان ما سيجد رأسه و قد تدحرج ضمن خانة " كان هنا " و السبب الثاني هو تنازع الكتل العسكرية و عدم اتفاقها حول الوريث الشرعي لعرش الملك وهو السبب الأقرب و " بالنيابة " تعني إلى حين ترتيب البيت فهل سيفلح تبون في الإستحواذ على المؤسسة العسكرية إن رجحنا الطرح الأوّل وسنرجح معه أيضا فكرة المؤامرة أم أنّ مجرّد المحاولة يعني أنّ " غراب البين " حلّق فوق قصر المرادية ؟ وإن أخذنا بفكرة التكتلات و أنّ المؤسسة العسكرية سيّدة موقفها وهي من ستعلن قيادة الأركان و الرئيس فقط سيمضي المرسوم فهل سيكون شنقريحة المتوج بلقب رئيس الأركان و ينضوي تحت لواء الرئاسة أم سيستمر الجيش في إحكام القبضة على السلطة ..... البعض سيقول انّ الموضوع خرج عن طرح هل قُتل القايد صالح أم لا ؟ سأقول أبدا لم يخرج فترجيح اغتيال القايد صالح يعني أنّ شنقريحة لن يصل إلى رئاسة الأركان وبالتالي هناك أمر دُبّر بليل و وصوله يعني أن لا اساس للمؤامرة  ولكن ماذا لو أخذنا طرَفًا من الصراع الإقليمي في ليبيا فهل سيكون له دور على توضيح فكرة المؤامرة من عدمها ؟ حللوا .
         أما مصير تبون بعد فقدان حامي كرسي المرادية فهو بين أيدي من سيكون على رئاسة الأركان فإن كان من خارج دائرة القايد صالح فسرعان ما سيهوي والمرجح أنّه اللواء شنقريحة وبالتالي سيضمن بقاءه إن بقي مسالما تجاه المؤسسة العسكرية و لم يتدخل في التعيينات و الإقالات و الإكتفاء فقط بالمصادقة .... فهل سيكون رئيس الدّولة ذكيا بحيث يفرض توازنات معيّنة تخرج المؤسسة العسكرية من مفاصل الدّولة دون إغضابها ؟ الإقالات و التعيينات القادمة ستبيّن مقدار النطاح ضمن هرم السلطة 





ليست هناك تعليقات