اخر الأخبار

من هو شبح رؤساء الجزائر من 1958 إلى 2019 ؟

شبح , رؤساء , الجزائر , من 1958 إلى 2019 , إغتيال , مؤامرة


من هو شبح رؤساء الجزائر من 1958 إلى 2019 ؟                                                                      

     سنتعرف من خلال هذا المقال عن القاسم المشترك بين رؤساء الجزائر و الشبح الذي طاردهم طويلا كيف تولّوا مناصبهم  ، كيف  أجبروا على الإستقالة أو تمّت إقالتهم أو تصفيتهم ومن الذي يقف وراء الستار من 1958 إلى يومنا هذا إبراز مدى نفوذ المؤسسة العسكرية في مفاصل الدّولة - الشبح الذي ظل هاجس الرؤساء - من خلال المقال لا يعني أنّ للكاتب نزعة هجومية ضد كل ما يمت للمؤسسة ولكن نحن نستدرج بعض مراحل الحكم في الجزائر وفق سياق تاريخي مقتضب يوضّح تغوّل المؤسسة العسكرية في السلطة ( بالطّبع الشق الفاسد بقيادة خالد نزّار ) على حساب السلطة المدنية ، فحتّى بومدين كان عسكريا برتبة عقيد إنقلب على صديقه ومن قبله وكان ديكتاتوريا - دعونا نقول - بطريقة ذكية فالرّجل للأمانة كان يسعى للنهوض بالإقتصاد وفهم من أين تؤكل الكتف إلا أنّ خطأه الوحيد - بالطّبع حسب  رأي - يكمن في تولية ضباط فرنسا وعدم تطهير الجيش من الخونة الذين ظهر شرّهم بالفعل في إنقلابات أواخر 1991 و إقدام بومدين على هذا الفعل كان عن حُسن نيّة وهذا دون ممّا لا يشك فيه أحد ولكن تناسيه أنّ لكل أجل كتاب وأنّه لن يظل مُسيطرا على هؤلاء الخونة إن صح التعبير هو ما جعلني أدرج فعله ضمن مجال الخطأ 
     فهل ستشذ المؤسسة العسكرية بعد إقالتها لمنظومة الفساد عن سابقيها أم ستحذو حذوهم ؟ وتكون خير خلف لخير سلف ونرجو من الله أن تبحث في تدخّلها لفرض الإنتخابات عن حل يُسهم في النهوض بالدولة من جديد لا عن مصالح ضيّقة لأطراف محدّدة ، وفي الآتي التريتب الزمني لجميع رؤساء الجزائر العشرة دون احتساب بن صالح فلحد كتابة المقال لا نعرف هل سيدفع الحراك برئيس الأركان لإقالته متبوعا بالحكومة غير الشرعية أم سيكمل لحين تسليم المشعل ؟ 
الأيام القادمة ستتمخّض عن كثير .

فرحات مكي عبّاس : 

      ولد فرحات عباس مكي، بمدينة الطاهير، بولاية جيجل، شمال شرق الجزائر، عام 1899، وسط عائلة امتهنت الفلاحة، وتتكون من 12 فرداكان والده يشغل منصب "قايد" لدى الإدارة الفرنسية، بدوار بني عباس رجل دولة". ذو ثقافة فرنسية ولهذا كان من دعاة الإندماج و نكران الأمة الجزائرية وهو ما يُفسّرمقولته الشهيرة " بحثتُ في التاريخ، وسألت الأحياء والأموات، وزرت القبور، فلم يحدثني أحد عن هذا الوطن تغيّرت أفكاره تدريجيا وتخلّى عن فكرة سياسة الإندماج التي كان يدعو لها تولّى رئاسة الحكومة المؤقتة GPRA 19/09/1958 ورغم النجاح الذي حققه على رأس الحكومة المؤقتة وكسب التأييد الدولي إلاّ أنّه تعرّض لعدة مشاكل :
     1.مؤامرة العقيد لعموري ضد فرحات عبّاس و الحكومة المؤقتة وذلك بمشاركة قادة الناحية الأولى نواورة و الرائد عواشرية  و الولاية الرابعة التي يمثلها الرائد مصطفى لكحل بدعم من المخابرات المصرية لأنّ توجه الثورة بعد مؤتمر " طنجة " بتحقيق الوحدة المغاربية لم يكن يعجب جمال عبد الناصر الذي كان يسعى للوحدة العربية

      .2 قضية عميرة واعتباره تعيين فرحات عبّاس على رأس الحكومة المؤقتة وصمة عار و 
أعاد صراع قبل 1954 بين حزب الشعب الجزائري و الإتحاد الديمقراطي للبيان إلى الواجهة تم استدعاء علاوة عميرة للمجلس التأديبي من طرف قيادة الثورة بقيادة عبد الحفيظ  بوصوف  وفي اليوم الموالي وجد عميرة علاوة مقتولا في شوارع القاهرة  بالقرب من مقر الحكومة المؤقتة 
.
 3. هيئة الأركان ضد الحكومة المؤقتة  عندما حاول بومدين قائد هيئة الأركان للجيش EMG الوقوف ضد فرحات عباس بسبب اختلافات ايديولوجية في قضية الطائرة الفرنسية التي اسقطها الجيش الجزائري في التراب التونسي مع رفض تسليم الطيار و في الأخير أذعن بومدين لأوامر فرحات عبّاس ثم في قضية جيش الحدود نشب نزاع آخر بين فرحات عباس و بومدين  و بضغط من هذا الأخير و هيئة الأركان تمّت إقالةفرحات عباس بتاريخ 28 أوت 1961. 

بن يوسف بن خدة 

ولد سنة 23 فبراير 1920 بالبرواقية و توفي سنة 04 فبراير 2003 بالعاصمة تولّى رئاسة الحكومة المؤقتة خلفا لفرحات عباس المُقال بتاريخ 28 أوت 1961 إلى غاية 27 سبتمبر 1962 أي أنّ عهدته لم تتجاوز 13 شهرا تمّت إقالته إثر اختلاف مع جماعة وجدة بزعامة هواري بومدين و بن بلّة وتفرّغ بعدها لمهنته كصيدلي ولكنّه ظل معارضا لنظام الحكم خاصة انقلاب 1992 ثمّ تم تعيين أحمد بن بلّة 

أحمد بن بلّة 

أول رئيس منتخب في الجزائر، وأوّل من حاز تسمية رئيس الدولة رسميا ولد بتاريخ 25 ديسمبر 1916 بمغنية بتلمسان وتوفي سنة11 أفريل 2012تولّى بعد الإنقلاب على بن يوسف بن خدّة منصب وزيرالحكومة بتاريخ 27  سبتمبر 1962 إلى غاية 20  سبتمبر 1963 أُنتخب رئيسا للدولة الجزائرية بتاريخ 15 سبتمبر 1963 إلى غاية 19 جوان 1965 ويُعد أوّل رئيس جمع بين منصب رئيس الحكومة و رئيس الدولة  كان من أشدّ المعجبين بالرئيس المصري جمال عبد الناصر لما له من سمعة آنذاك وبنفس الطريقة من سعى لتعيينه هو نفسه الذي أطاح به هواري بومدين وكانت حجته في ذلك أنّ الإنقلاب كان تصحيحا ثوريا ومن أجل الحفاظ على المكتسبات الثورية ذلك أنّ بن بلّة على حدّ زعم صديقه خرج عن مسار الثورة و استأثر بـ 90 مناصب حساسة وأطبق بذلك على مفاصل السلطة في الدّولة الفتيّة وتم وضعه من طرف صديقه في فيلا بمنطقة نائية لمدة 15 سنة وتم إطلاق صراحه في وقت الشادلي بن جديد سنة 1980 .

هواري بومدين 

اسمه الحقيقي محمد ابراهيم بوخروبة ولد في 23 اوت 1932 وتوفي بتاريخ  27 ديسمبر 1978 الرئيس الثاني للدولة الجزائرية  بعد انقلاب عسكري على صديقه بن بلة حيث حسب الكاتب التونسي الصافي سعيد بومدين ندم كثيرا على ما فعله بصديقه حيث قال جلس حول سريره بعض أقرب أعوانه ، وفوجئ مساعدو بومدين به يبدي أسفه على ما فعله بحق رفيق دربه أحمد بن بلة، ويقول إنه يود لو يصلح ما لحق بـ"سي أحمدمن أذى   ويُنسب لنفس الكاتب في كتابه " الحمّى " رد عبد العزيز بوتفليقة مخففا عليه آنذاك قائلا قد يكون سجن بن بلة خطأ، ولكن -يا سيادة الرئيس- الأخطاء الكبيرة من سمات الرجال الكبار.. وأخطاء الرجال على قدر أعمالهم". ، المهم تولّى الرئاسة من 19 جوان 1965 إلى غاية وفاته سنة 27ديسمبر 1978 كان في بادئ الأمر رئيس مجلس التصحيح الثوري ثم أنتخب في 10 ديسمبر 1975 رئيسا إلى غاية 27 ديسمبر 1978 أي لفترة 13 سنة عطّل خلالها العمل بالدستور وتميّز حكمه بالشمولية  توفي إثرإصابته بمرض لم يُعرف حتى قيل أنّها عملية اغتيال و هذا ما يؤكده كبير أطباء الكرملين آنذاك. 

رابح بيطاط 

    ولدبتاريخ 19 ديسمبر 1925 بعين الكرمة بقسنطينة وتوفي في 10 أفريل 2000 لم يكن رئيسا بالمعنى الفعلي للرئيس بل كان رئيسا مؤقّتا بعد وفاة بومدين في 28 ديسمبر 1978 لمدة 45 يوما .

الشادلي بن جديد 

  ولد بتاريخ 14 أفريل  1929 وتوفي بتاريخ 06 أكتوبر 2012 كان وزيرا للدّفاع  وبما أنه أقدم عقيد في الجيش فذلك سهّل له إعتلاء كرسي السلطة بعد وفاة هواري بومدين رغم رفضه خوض غمار هذه المغامرة لكن بضغط من قاصدي مرباح والذي كان يُعرف بعميل المخابرات صاحب الأعصاب الفولاذية  و بمباركة من قبل قيادات الجيش آنذاك وفاز الشادلي بن جديد لأنّه مرشّح العسكر أمام كل من المرشحين عبد العزيز بوتفليقة  و محمد الصالح  يحياوي كان بن جديد يفتقد للكاريزما اللازمة من أجل قيادة البلاد وهو بالضبط ما أراده قاصدي مرباح ليبقى الرجل الأقوى بعد هواري بومدين و من يقود اللعبة السياسية في الظل ، بقي في السلطة من 09 فيفري 1979 إلى 07 فيفري 1984 و أعيد انتخابه من 07 فيفري 1984 إلى غاية 22 ديسمبر 1988 ثم أعيد انتخابه لولاية ثالثة من 22 ديسمبر 1988 إلى غاية 11 جانفي 1992 بعد أزمة اقتصادية انفتح على التعددية الحزبية  ونضم أوّل انتخابات تشريعية فازت خلالها الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالأغلبية في أواخر 1991 وكان رئيس الحكومة آنذاك مولود حمروش ولكن العسكر رفضوا الإحتكام للصندوق و ألغوا نتائج الإنتخابات و تم دفعه إلى الاستقالة من قبل الجيش بتاريخ 11 جانفي 1992 بالضبط من قبل خالد نزّار الذي عيّنه الشاذلي وزيرا للدّفاع  في ما يشبه الانقلاب الأبيض بعد فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الانتخابات البرلمانية في 
ديسمبر 1991، ليفسح المجال أمام وجه تاريخي وهو محمد بوضياف زميل الكفاح المنفي لمدة 27 سنة  .

المجلس الأعلى للدّولة 

     يوم 14 جانفي أعلن المجلس الأعلى للأمن إنشاء المجلس الأعلى للدولة بعد استقالة الشادلي بن جديد لسد الفراغ الدستوري في تولي الرئاسة خاصة بعد رفض عبد المالك بن حبيلس رئيس المجلس الدستوري  تولي المسؤولية خاصة أن الشادلي قبل الإقالة حل البرلمان الذي كان يرأسه بلخادم آنذاك ورفض آيت احمد عرض العسكر حيث رفض توقيف المسار الإنتخابي و كذلك بن بلة فاضطلعت هذه الهيئة بإدارة البلاد إلى حين قدوم بوضياف بتاريخ 16 جانفي 1992 بعد قبوله مقترح الترشح بتاريخ 13 جانفي 1992 ، والسؤال هنا كيف لهيئة أقل و هي المجلس الأعلى للأمن أن تنشأ هيئة أعلى و هي المجلس الأعلى للدّولة ؟ 

بوضياف محمد  

ولد في 23 جويلية 1919 بالمسيلة وتم اغتياله في دار الثقافة بمدينة عنابة في 29 جوان 1992 من طرف مبارك بومعرافي وهو ضابط برتبة ملازم رميا بالرصاص ، جاء بوضياف إلى الجزائر في 16 جانفي 1992 باستدعاء من الإنقلابيين وعلى رأسهم خالد نزّار وزير الدّفاع ، ترأس المجلس الأعلى للدّولة و الذي كان يضم خالد نزّار رئيسا (فعليا) و التيجاني هدّام و علي كافي و علي هارون بوضياف لم يكن يعلم بواطن الأمور وكيف تدار السلطة في الجزائر و أنّ خالد نزّار أمعن جيّدا في إحكام قبضته على مفاصلها فلا شاردة ولا واردة إلا بأمره ولما فهم العسكر أنّ نيّة بوضياف هي محاربة الفساد تم اغتياله على يد حارسه الشخصي مبارك بومعرافي ملازم في القوات الخاصة في 29 جوان 1992 والذي حكم عليه بالإعدام ولم يُعدم إلى حدّ الساعة !! 
والسؤال هنا لما أعدم من فجّروا مطار هواري بومدين في أواخر أوت 1992 ولم يُعدم قاتل بوضياف ؟  ولم تستمر مدة حكم محمد بوضياف أكثر من 05 أشهر ، كان خلالها أمل الجزائريين في تغيير أوضاعهم ولكن شأءت يد الخونة أن لا يكون على رأس البلاد رجل دولة ودين .

بعد اغتيال محمد بوضياف تولّى المجلس الأعلى للدّولة تسيير البلاد من 29 جوان 1992 إلى 02جويلية 1992 

علي كافي 

  ولد بتاريخ 07 أكتوبر 1928 بالحروش بولاية سكيكدة وتوفي في 16 أفريل 2013 ، كان برتبة عقيد في جيش التحرير الوطني بعد اغتيال محمد بوضياف تم تعيينه وبالطّبع من طرف خالد نزّار رئيسا للمجلس الأعلى للدّولة من 02 جويلية 1992 إلى 30 جانفي 1994 تولّى خلال هذه الفترة رئاسة الدّولة تواتر الأحداث وتوترالأوضاع خاصة بعد العمليات التي كان يقوم بها حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ وتحت ضغط أعضاء المجلسالأعلى للدولة على خالد نزّار من أجل إضفاء الشرعية على الحكم عن طريق رئيس منتخب فوقع الإختيارعلى الجنرال اليامين زروال شخص من داخل المؤسسة العسكرية وهذا اعتقادا من خالد نزّار أنّه ضمان لعدم تكرارسيناريو الرئيس المدني أي محمد بوضياف .

اليامين زروال 

ولد بتاريخ جويلية 1941 بباتنة ولا زال على قيد الحياة في مسقط رأسه تولّى رئاسة الدولة باقتراح من مجلس الأمن الذي كان يرأسه خالد نزّار وهذا بعد حل المجلس الأعلى للدّولة غير الشرعي أصلا وذلك لفترة انتقالية من 30 جانفي 1994 إلى 16 نوفمبر 1995، قام خلالها بتنظيم انتخابات فاز فيها بنسبة 61أمام كل من محفوظ نحناح وسعيد سعدي ونور الدين بوكروح ، حكم من  16 نوفمبر 1995 إلى غاية 27 أفريل 1999 تطوّرت الأحداث الدامية بسرعة و تعقّدت الأمور خاصة بعد ارتفاع عدد القتلى من الطرفين قدّم زروال استقالته في 11 سبتمبر 1998 وإجراء انتخابات مسبقة ، أنهى عهدته بتاريخ 27 أفريل 1999 ، يعتبره الشعب مثالا للنزاهة و التواضع عاد للعيش في بيته بباتنة وهو مشهد لا يُمارس إلا في الديمقراطيات الفعلية  ، اقتنع خالد نزّار بضرورة العودة إلى المدنية ولكن بشرط وجود شخص مرن فوقع الإختيار على  عبد العزيز بوتفليقة .

عبد العزيز بوتفليقة 

ولد بتاريخ 02 مارس 1937 بوجدة بالمغرب ولم يُعلن عن وفاته إلى غاية كتابة هذا المقال رغم اختفائه تماما من الساحة فلا أحد يُمكن أن يجزم بحياته ولا بوفاته في ظل التعتيم الكبير على أخباره ، بعد استقالة اليامين زروال تولّى رئاسة الجزائر بتاريخ 27 أفريل 1999 إلى 08 أفريل 2004 كعهدة أولى  فاز في الإنتخابات خلالها بنسبة73.79 بعد انسحاب كل من المرشحين الآخرون ، أحمد طالب الإبراهيمي ، عبد الله جاب الله ، حسين آيت أحمد ، مولود حمروش ، مقداد سيفي و يوسف الخطيب بعد معرفتهم دعم الجيش لعبد العزيزبوتفليقة واقتناعهم أنّ الإنتخابات محسومة ولن يكونوا سوى أرانب يستخدمها العسكر من أجل شرعنة السباق  ثم أعيد انتخابه في 08 أفريل  2004 إلى غاية 09 أفريل 2009 وفاز بنسبة 83.49 % ضد كل من علي بن فليس ، عبد الله جاب الله ، سعيد سعدي ، لويزة حنون و علي فوزي ربّاعين واتهم حينها أيضا علي بن فليس و عبد الله جاب الله الحكومة بالتزوير ، أعيد انتخاب عبد العزيز بوتفليقة لعهدة ثالثة بتاريخ 09 أفريل 2009 إلى غاية 17 أفريل 2014  بعد تعديله للدستور بعد إلغاء تحديد العهد بـ إثنتين ليتلاءم وطموحه  للخلود في السلطة  وفاز في الإنتخابات بنتيجة ساحقة قدّرت بـ 90.24 %  ضد كل من لويزة حنون ، موسى تواتي ، محمد جهيد يونسي ، علي فوزي ربّاعين و محمد السعيد ، وفي أفريل 2013 أي قبل انتهاء العهدة الثالثة أصيب الرئيس بوتفليقة بجلطة دماغية نُقل على إثرها إلى مستشفى فال دوغراس بفرنسا ولم يعد إلا بتاريخ 17 جويلية 2013 و الغريب في الأمر أنّ المجلس الدستوري لم يقترح على البرلمان التصريح ثبوت المانع كما تنص المادة 88 من دستور 2008 والتي أصبحت المادة 102 بعد تعديل الدستورفي 7 فيفري 2016 والموافقة عليه بأغلبية ساحقة من طرف البرلمان بالطّبع ستكون أغلبية ساحقة لأنّ هذه الهيئة أصلا تتكون من أغلبية الموالاة وبالتالي فالمعارضة فيها إسم لا أكثر ومرور يستنزف أموال الشعب فقط  و استمر بوتفليقة في الحكم رغما عن القانون و هذا لا يكون إلا إذا كانت هناك جهات عليا تحمي هذا الخرق الدستوري وبالطبع مستفيدة من حضور رئيس غائب واستمر المانع لأكثر من 45 يوما فلم يكن عبد العزيزبوتفليقة في كامل صحته لممارسة مهامه بل تجاوزتها بسنين وكذلك لم يُعلن البرلمان بغرفتيه حالة الشغور بالإستقالة  و استمرت المهزلة ، أكمل الرئيس الغائب عهدته إلى تاريخ 17 أفريل 2014  ولم تنته الكارثة هنا بل ترشّح على لسان سلال لعهدة رابعة رغم معارضة الشارع وهذا من تاريخ 17 أفريل 2014 إلى 02 أفريل 2019 وفاز في الإنتخابات بنسبة 81.53 ، تصوّروا رئيس لا يكاد يفهم من بجانبه كلامه و مُقعد يفوز بنسبة كهذه ؟ وهذا ضد  كل من علي بن فليس ، عبد العزيز بلعيد ،  موسى تواتي ، لويزة حنّون  و علي فوزي ربّاعين خلال هذه العهدة وفي 30 جانفي 2016 تم حل جهاز الإستعلامات والأمن وإقالة واحد من أكبر رجالات الظل وواحد من الذين عبثوا طويلا بمفاصل الدولة الفريق محمد مدين المدعو توفيق وهو إجراء إحترازي لتركيز السلطات في جهاز الرئاسة بزبانيته لأنّ الجهاز الأمني كان بمثابة دولة داخل دولة ، فلضمان عدم خلط الأوراق كان لزاما حلّه وتم استبداله بثلاث أجهزة وهي المديرية العامة للأمن الداخلي، والمديرية العامة للتوثيق والأمن الخارجي، والمديرية العامة للاستعلام التقني  ولضمان عدم تغوّلها تم إلحاقها بالرئاسة مباشرة وعيّن من يتصرّف باسم الرئيس اللواء عثمان طرطاق كمنسق بين الهيئات الثلاث وحينها قال أويحي مدير ديوان الرئيس في تلميح أنّه سعي من الرئيس إلى مدينة الدولة وهو اعتراف ضمني بأنّ الجزائر كانت محكومة من العسكر و الغريب في الأمر أنّ مساندة أويحي لبوتفليقة كانت من منطق الواثق بضرورة متابعة بوتفليقة للحكم إذا أرادت الجزائر عدم  الرجوع لزمن النار والدم أي العشرية السوداء وهو الذي في 2014 حين أراد بوتفليقة الترشح قال أنّ الدولة تحكمها الجنرالات و ما جاء به بوتفليقة من 1999 إلى 2014 كله فاسد فكيف يتحوّل فرعون لموسى بين عشية وضحاها يا أويحي ؟ من يُدير السلطة خلف الستار استهوته لعبة التحكم عن بعد ورضوخ الشارع وإن كان على مضض وانسيابية مصالحه مع من تحلّقوا به مع حكم الرئيس الغائب فقرّر الزّج باسم بوتفليقة مرّة أخرى في انتخابات 18 أفريل 2019 فأعلنوا على لسان بوتفليقة في 10 فيفري 2019 ترشّح الإله لعهدة خامسة وتوالت الرسائل المنسوبة لبوتفليقة حتى انفجر الشارع في 22 فيفري 2019 في وجه عصابة استولت على الحكم بقوة المادة والنفوذ رافضا للولاية الخامسة ومطالبا برحيل رموز النظام البوتفليقي ، في 03 مارس 2019 تعهّد من رشّح بوتفليقة على لسان بوتفليقة بأنّه في حالة انتخابه لن يكمل عهدته بل سيدعو لندوة وطنية تنتهي عهدته بانتهاء أعمالها وهذه التصريحات كانت وبوتفليقة في سويسرا للعلاج و إجراء الفحوص الطبية !!! ولكن المحيّر لما الإنتخاب ولما عدم إكمال العهدة ولما الندوة الوطنية ؟ وقد كان باستطاعته التنحي مباشرة ؟ وفي 11 مارس أعلن بوتفليقة بعد عودته قبل ذاك بيوم من سويسرا عن عدوله عن الترشح وتأجيل الإنتخابات وإجراء تعديلات على الحكومة وتمّت إقالة أحمد أويحي وتعيين واحد من أكبر مهندسي عمليات التزوير حسب الإعلام والأطراف المعارضة نور الدّين بدوي  و الدليل أنّه لما كان على رأس وزارة الداخلية تم جمع أكثر من 6 مليون توقيع للمرشّح عبد العزيز بوتفليقة لمباشرة الولاية الخامسة فمن أمر الإدارة بذلك ؟ وتم تشكيل حكومة من 27 عضو " حكومة تسيير أعمال " وقرّر بوتفليقة الإستقالة  مع حلول 28 أفريل  من نفس السنة ، قبل هذا الموعد اي بتاريخ 25 مارس 2019 صرّح القايد صالح رئيس اركان الجيش الوطني الشعبي بضرورة اللجوء للمادة 102 لحل الأزمة وتهدئة الشارع ولكن استمرار بوتفليقة دفع بالقايد صالح هذه المرة بإعطاء أمر باسم الجيش قائلا أنّ الجيش يأمر بضرورة مباشرة إجراءات إعفاء بوتفليقة من منصبه طبقا لنص المواد 7،8 و 102 من الدستور وتم الأمر باستقالة بوتفليقة في نفس اليوم أي في 02 أفريل 2019 قبل أقل من شهر من نهاية عهدته الإنتخابية .

     الرجل أصلا كان محظوظا فبتقلّده منصب الحكم في الدولة  شهدت أسعار النفط  طفرة غير مسبوقة حيث بلغ سعر البرميل إلى 
أزيد من 135 دولار ممّا سمح بإطلاق مشاريع تنموية ضخمة، غير أن انتشار الفساد وتغوّل رجال الأعمال المحيطين بشقيقه السعيد خلال السنوات الأخيرة حال دون ذلك كما وتقدّر الإحصاءات إلى أن العشرون سنة التي قضاها بوتفليقة على رأس الدّولة تم صرف أزيد من 1000 مليار دولار وهو مبلغ مهول وبمقارنة المبلغ بحجم الإنجازات تفهم كيف ينخر الفساد قوام الدولة و لو تربّعت على بحور الثروات .

عبد القادر بن صالح 

 ولد بتاريخ 24 نوفمبر 1941 بفلاوسن بولاية تلمسان ولا يزال على قيد الحياة إلى غاية لحظة كتابة المقال ، تم إلغاء إنتخابات 18 أفريل من طرف عبد العزيز بوتفليقة المُقال بتاريخ 02 أفريل 2019 ، و في 09 أفريل 2019 أعلنه البرلمان بغرفتيه رئيسا للدّولة لمدة 90 يوما حدّد خلالها بن صالح الإنتخابات في 04 جويلية 2019 ولكن ضغط الشارع و رفضه المجلس الدستوري لملفات المترشحين للإنتخابات أدّى إلى إلغائها مع فتوى من المجلس الدستوري بتمديد عهدة بن صالح إلى حين إنتخاب رئيس للجمهورية ، تم خلالها تحديد تاريخ 12 ديسمبر 2019 موعدا للإستحقاقات الرئاسية وتم قبول ملف 05 مترشحين هم عبد القادر بن قرينة وزير سابق للثقافة ، عبد المجيد تبّون وزير سابق و وزير أوّل في حكومة بوتفليقة ، عز الدّين ميهوبي وزير الثقافة قبل إقالة بوتفليقة ، عبد العزيز بلعيد رئيس حزب المستقبل ، بن فليس وزير حكومة سابق وفي عهد بوتفليقة وتميّزت هذه المرحلة بنفوذ السلطة العسكرية في الدّولة من خلال الكم الهائل للخطابات السياسية  ، فهل ستكون المؤسسة العسكرية وعلى رأسها الفريق القايد صالح إستثناءا لتهوّر المؤسسة من قبل ؟

مّما سبق نلاحظ ما يلي :

   1 - المنهج  العسكري ظل مسيطرا على النظام  الجزائري من 1958 إلى يومنا هذا بتحفّظ على ما سيكون من الفريق القايد صالح فيما بعد الإنتخابات وفق الأحداث التالية : 


·         مؤامرة العقيد العموري ضد فرحات عبّاس و الحكومة المؤقتة 
·         مؤامرة علاوة عميرة ضابط في المخابرات الجزائرية  ضد فرحات عباس
·         هيئة الأركان ضد فرحات عبّاس و الحكومة المؤقتة بقيادة العقيد هواري بومدين
·         إختلاف مع جماعة وجدة بزعامة العقيد هواري بومدين وبن بلّة انتهى بإقالته وتعيين بن بلّة صديق بومدين رئيسا
·         إنقلاب العقيد هواري بومدين على صديقه بن بلّة بحجة التصحيح الثوري ثم تولّى هو الرئاسة 
·         إلغاء نتائج الإنتخابات أواخر سنة 1991 وإقالة الشادلي بن جديد من طرف الجنرال خالد نزّار وزير للدّفاع
·         إنشاء المجلس الأعلى للدولة غير الشرعي من طرف المجلس الأعلى للأمن المرؤوس أصلا من طرف الجنرال خالد نزّار
·         إغتيال محمد بوضياف بعد إعلانه مكافحة الفساد ومن طرف ملازم مبارك بومعرافي قيل أنّ بإيعاز من خالد نزّار
·         تولّي الرئاسة من طرف العقيد علي كافي عن طريق المجلس الأعلى للدّولة غير الشرعي أصلا
·         تولّي الجنرال اليامين زروال للرئاسة بدعم من المؤسسة العسكرية و بالطبع خالد نزّار الذي يبحث في شخص العسكري على عدم تكرار سيناريو بوضياف .
·         تفاقم الأحداث بعد توقيف الإنتخابات بين الفيس و المؤسسة العسكرية والتي كان أصلا سببها الجنرال خالد نزّار دفع باستقالة ( إن لم نقل إقالة ) اليمين زروال غير أن هذا الرجل إلى        الآن يُشهد له بالتواضع و الأخلاق ولم يشبه الفساد
·         تولّى بوتفليقة الرئاسة بدعم من المؤسسة العسكرية وعلى رأسها خالد نزّار والأمر هنا على وجهين إختيار بوتفليقة لم يكن عبثا بل على أسس وهي أنّ خالد نزّار يبحث عن الشرعية         في  شخص مدني و يريد شخصا رخوا يُمكن السيطرة عليه وهذا ما وجده في بوتفليقة
·         إقالة بوتفليقة من طرف المؤسسة العسكرية على رأسها الفريق قايد صالح تحت ضغط الشارع الرافض للعهدة الخامسة ( ولعلّ الأمر فيه من الإيجابية أكثر منه سلبي )

 2 -  إستمرار فترات الحكم للعسكريين لأزيد من 5 سنوات  


·         هواري بومدين عقيد من 19 جوان 1965 إلى 27 ديسمبر 1978 أي لمدة 13 سنة
·         الشادلي بن جديد عقيد من 09 فيفري 1979 إلى 19 جوان 1992 أي لمدة 12 سنة
·         اليامين زروال جنرال من 30 جانفي 1994 إلى 27 أفريل 1999 اي لمدة 06 سنوات

·        ولكن فعليا فالدّولة كانت تحت حُكم خالد نزّار من 1990  إلى 2002 أي لمدة 12 سنة

المصادر و المراجع

1.   أنظر : فرحات عباس.. جزائري عارض الحكم الفردي فسجنه رفاقه على الموقع الإلكتروني : https://www.maghrebvoices.com/a/445331.html
2.   فرحات عباس رجل دولة أنظر للتحميل و المعاينة https://archive.org/stream/Ferhat-Abbas/kitab#mode/2up
3.   أنظر عباس محمد الصغير ، فرحات عباس من الجزائر الفرنسية إلى الجزائر الجزائرية (1927- 1963) ، جامعة منتوري قسنطينة ، 2006/2007
4.   بن عودة وجد نفسه عضوا في مجموعة 22 بضربة حظ مقال منشور على الموقع : https://www.djazairess.com/
5.   قائمة رؤساء حكومات الجزائر مقال منشور على الموقع : https://www.wikiwand.com/ar
6.   رؤساء الجزائر ولعنة عدم إكمال العهدة الرئاسية مقال منشور على الموقع : https://www.tsa-algerie.com/ بتاريخ 04 أفريل 2019
7.   أحمد بن بلة مقال منشور على الموقع : https://www.marefa.org/
8.   أحمد بن بلة مقال منشور على الموقع : https://www.aljazeera.net/
9.   هل كان الرئيس هواري بومدين ديكتاتورا؟ مقال منشور على الموقع : https://www.djazairess.com/ ونشر في جريدة الخبر بتاريخ 27  ديسمبر 2012 .
10 . قائمة رؤساء الجزائر مقال منشور على الموقع " https://ar.wikipedia.org/
11اغتيال واستقالة وانقلاب.. مشهد الختام لرؤساء الجزائرمقال منشور على الموقع : https://www.aljazeera.net/                  بتاريخ 03 أفريل 2019
12 . رابح بيطاط مقال منشور على الموقع : https://ar.wikipedia.org/
13 . مع المجــــاهــــد رابح بيطــاط رحمه الله مقال منشور على الموقع : http://www.shomosnews.com/
14 . سنوات الشاذلي بن جديد : الصدفة والتاريخ مقال منشور على الموقع : https://www.djazairess.com/ نشر                      في الجزائر نيوز بتاريخ  08 - 10 – 2012 .
15 .  رؤساء الجزائر ولعنة عدم إكمال العهدة الرئاسية مقال منشور على الموقع : https://www.tsa-algerie.com/                    بتاريخ 04 أفريل 2019 على الساعة 9:57 بقلم محمد بلعليا .
16. الشاذلي بن جديد مقال منشور على الموقع : https://www.aljazeera.net/
17 . علي هارون يروي تفاصيل مشاركته في انقلاب 1992 الذي قاد الجزائر إلى الهاوية ، مقال منشور على الموقع :                   https://www.algeriachannel.net/ بتاريخ  2011.04.09 ، الكاتب محمد مسلم
18 .  محمد بوضياف مقال منشور على الموقع : https://ar.wikipedia.org/
19 . اغتيال واستقالة وانقلاب.. مشهد الختام لرؤساء الجزائر مقال منشور على الموقع : https://www.aljazeera.net/     بتاريخ 03 أفريل 2019
20 . رؤساء الجزائر ولعنة عدم إكمال العهدة الرئاسية مقال منشور على الموقع : https://www.tsa-algerie.com/     بتاريخ 04 أفريل 2019
21 .  خالد نزار حكم البلاد من نهاية بن جديد إلى بداية بوتفليقة مقال منشور على الموقع : https://www.echoroukonline.com / بتاريخ 16 فيفري 2012
22.   رؤساء الجزائر ولعنة عدم إكمال العهدة الرئاسية مقال منشور على الموقع : https://www.tsa-algerie.com/ بتاريخ 04 أفريل 2019
23 .  اليمين زروال مقال منشور على الموقع : https://ar.wikipedia.org/
24 .  خالد نزار حكم البلاد من نهاية بن جديد إلى بداية بوتفليقة مقال منشور على الموقع : https://www.echoroukonline.com بتاريخ 16 فيفري 2012
25 .   من هم الرؤساء الجزائريون الذين غادروا الحكم قبل انتهاء ولايتهم؟ مقال منشور على الموقع https://www.mc-doualiya.com بتاريخ 05/04/2019
26 هذه هي حقيقة مرض الرئيس بوتفليقة ..!؟ مقال منشور على الموقع https://aljazair1.com/ بتاريخ 25 أوت 2017
27 حل جهاز المخابرات الجزائرية واستبداله بثلاثة أجهزة مقال منشور على الموقع : https://www.alaraby.co.uk/ بتاريخ 30 جانفي 2016
28. 6 محطات رئيسية في حكم عبد العزيز بوتفليقة مقال منشور على الموقع : https://www.maghrebvoices.com/ بتاريخ 12 مارس 2019
29 .  من هم الرؤساء الجزائريون الذين غادروا الحكم قبل انتهاء ولايتهم؟ مقال منشور على الموقع https://www.mc-doualiya.com/  بتاريخ 05/04/2019
30 .  الجيش الجزائري يأمر باتخاذ إجراءات "فورية" لإعفاء بوتفليقة مقال منشور على الموقع https://arabic.cnn.com/  بتاريخ 02 أفريل 2019
31 . عبد العزيز بوتفليقة مقال منشور على الموقع : https://www.marefa.org/
32 .  انتخابات الرئاسة الجزائرية من 1999 إلى 2014 مجموعة مقالات منشورة على الموقع :  https://ar.wikipedia.org/wiki/
33 .  اغتيال واستقالة وانقلاب.. مشهد الختام لرؤساء الجزائر مقال منشور على الموقع : https://www.aljazeera.net/ بتاريخ 03 أفريل 2019
34 .  رؤساء الجزائر ولعنة عدم إكمال العهدة الرئاسية مقال منشور على الموقع : https://www.tsa-algerie.com/ بتاريخ 04 أفريل 2019
35 . السيرة الذاتية للسيد عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة على الموقع : http://www.majliselouma.dz/
36 . الانتخابات الرئاسية الجزائرية 2019 مقال منشور على الموقع : https://ar.wikipedia.org/



ليست هناك تعليقات