اخر الأخبار

مسامير في نعش الإسلام

نعش , مسامير , الإسلام , بدر , أحد , الخندق , الرسول ، أبا سفيان بن حرب ، أرطبون العرب

مسامير في نعش الإسلام 

بقلم معاذ جدّي 

         تقزيم  الفتوحات و  تهوين أمور  العجم  كان  من  اجل  هز  كيان  الدّولة  الإسلامية و ضرب  مقوّماتها و عناصر تغلّبها وما كانت  معركة  بدر الاولى  إلى  بداية  النّكبة  لمن أراد  دحرجة  الإسلام  و  إخراجه  مخرجا مخز  فاضح ثم تلتها بدر الكبرى ، وكان  بعدها  استخفاف  و سُخرية  و كيف  يكون  لنا  مُلك  الشّام  و عرش كسرى  و محمّد ساحر وكلامه  هذيان  حُلم  وما  فَلَج  الصخرة  في غزوة  الخندق  إلاّ تأكيد لعهد كانت بدايته قد أشرفت على الظهور  ، ولهذا لعبت غزوة احد دورا مفصليا في إعادة ترتيب الجانب العقائدي للمنتصرين  و من كان لهم من أنفسهم نصيب في هزم جمعهم – مرحلة الإسلام – سميتها بهذا  رغم أن الإسلام سبق ولم يكن وليد هذه اللحظة و لكن في نظري غزوة احد كانت جوهر الإسلام و بداية أمر الله و انتفاضة الحقّ   ،  مرحلة كانت احوج ما تكون إلى الإخلاص الكامل و انّ ما وقع في أحد من ترك المسلمين أماكنهم فدارت  عليهم الدّائرة أضحى درسا مفاده انّ النصر من الله ما استمسكوا  بالعروة الوثقى  وما أطاعوا رسولهم  وما خذلانهم  إلا من أنفسهم و ليست هذه شائنة أبد الدهر فمن كان ناقصا ما كان الكمال في أفعاله ... هُزم  الاحزاب  وكانت هزيمة معنوية ذلك أن لم يدُر فيها قتال بل أرسل الله عليهم ريحا و جنودا لم يروها " يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا وهي بداية استئصال شأفة الكفّار و دحرهم  لأنّ العرب في ذاك الحين لم و لن تكون قادرة على أن تأتي بجمع  أقوى ممّا جمعته في الاحزاب   ...قريش ، غطفان ، يهود بن النضير ...دحر الله فلول الكفّار  و ما قاله  سيّد الأوّلين و الآخرين آنذاك  كان رُكحًا سيكون مضماره مُنتهى البلوغ " الآن نغزوهم و لا يغزوننا ..نحن نسير إليهم "... الأحزاب  ولغة الشّرك كانت  يقينا بأنّهم بغير قدرة الخالق رُدعوا و لكن فطنة   ستدك يوما ما حصونهم قد انتبهت  إلى  انّ  الذي  يحدث  ما هو  إلا  نُصرة  و رُجحان  كفّة ، خالد!!!! فتى من عصبة الظلم  هبّ تعصّبه  في وجه  بني عمومته  من آل  هاشم  فكان سيفا شحذته الهمّة في غير وجهته ، كان جبّارا  عتيّا بلغ من رقاب المسلمين مبلغا عظيما في بدر الكبرى ...ولأنّ سمات الحقّ  و فطنة العقل لا تلبث في غير موطنها فما كان  منه  إلا  أن نفض  ماكان  يرزح  طويلا  على  كاهله  وأشرقت  أمامه  مفاتيح الحق   وأنّ  انتمائه  لغير بني  هاشم  لن  يلبث  طويلا  غشاوة  على  عينيه  في  سبيل طريق  الحق  ، كانت  قاسمة  تلك  اللحظات  و هو  يُغادر  سُرادق  الباطل  إلى  سُرادق  الحق ، وقبله  كان  الفاروق  بن  الخطّاب  رجل بأمة  وبداية  الإنتماء  كانت...  " ما هذه  الهمهمة  التي  سمعتها وقالت زوجة  عامر  بن  ربيعة  أتُراه  يُسلم  فردّ  إذا  أسلم  حمار  الخطّاب  ، رجُلٌ  به  من  الغلظة  ما  عجزت  عن  مكابدته  الرجال  العظام  ،  "طه " بداية زوال الغمامة  ...أسلم  بن الخطّاب ... ولأنّ  العنجهية   عند  العرب  القُدامى  كانت  وسام  شرف  ولأنّ المهادنة   و  المداهنة كانت  خزي  و عار   أبانت  فحولة  العرب  عن  رجُل   دخل  الإسلام  رغم  معاطس  قُريش ... حمزة  بن  عبد  المطّلب أسد الله  ورسوله   ، حك  أنف  أعظمها  بالتراب  عند  باب  الكعبة  رأس  الكفر  و  ذروته  أبو  جهل  عمرو  بن هشام   نُصرة  الحق  لم  تكتمل  إلاّ  أنّ  حمزة  و بن   الخطّاب  كانا  رُكنا  بيت  الإسلام  فعزّهما  و عزّ  بهما  توالت  النكبات  في  قريش  و  قويت  شوكة  المسلمين  بمن  والاهم  ...

        بداية النكبة  عندنا  كانت  بتجاهل  هؤلاء  لأنّ  الامر به  ما  بطن  من  الفتن  ما  قد  يقوّض  بنيان  الدول !!!!...تفكير الظالم...  و لأنّ  لغة  الحق  أشد  فتكا  من فعال  الظلم  ، إختار الطغاة  لجم  ألسنته  وانتهى  الأمر بهم  في  سجون  أَغلقت  منافذ  الحركة  و لكن لم  تفتك  بفكر  اليقين  تواصلت  كرّات  بدر  الاولى  وما  كان  من  رؤوس  القادة  إلا  أنّها  ركنت  لفكر  الغرب  و رزحت  تحت  سياط  إملاءاته  ، لعبة  الكرسي  وشهوة  السلطة  ...إستنساخ  الفكر  لم  يكن  يقينا  فقط  بل  هاجسا  كانت  له من  بوارق  الامل  ما  عجزت  عن  ردعه  أفئدة  كُتب  لها أن تكون  أفئدَةَ  حق   وكيف  تردعه  وفيه  أمل  العراق  وبلاد الشام  وصهوة  يعتليها  العرب  ،  أبا  جهل  كان  يُحدّثهم  بأنّ نُصرة  هؤلاء  خراب  عرشهم  ولأنّ  الشيطان أحكم  قبضته  على  أفئدتهم  وبلغ  مبلغه  فيها  كانت  بداية  النكبة  و كان لأبي  جهل  ما  أمر ، مُشكلة  العرب  متجذّرة  بعمق  التاريخ  وإحياء  الحميّة  و  القبلية  لم  يكن  أمرا  عابرا  تتغنّى  به  القبائل  أو  أنشودة  أطفال  تستنزف  حناجر  البراءة  هي فكرة  رضخت  لأمر  واقع  كيف  يكون  منهم  ولا  يكون  منّا  بهذا  تكون  بني  هاشم  رأسنا  و نستحيل  ذنبا...  كيف  لبطن  من  بطون  قريش  تعلوا  علينا  و نحن  الأزد  و  غطفان  و  ربيعة  و عبس  و ذبيان  فحتّى إذا ناجزناهم  قولا  وانهزموا  قالوا  منّا  نبي  يأتيه  الوحي  من  السّماء  فانكففنا ...تلك  العقلية  السفلية  المنحدرة  أنجبت  فكرا  أجوف  بعد  موت  الرّسول  عليه  الصلاة  و السلام  ....قالوا  كيف  لواحد  من  " تَيْمْ " أن  يكون  خليفة  على  سادة  قريش  حتّى  بعد  إسلامهم  مازالت  تُراودهم  أحلام  الكِبَرْ   تُناجز  لُحمتهم  لتفتك  بها .
      قريش  في  قعر  الصّحراء  تسود  عالم  العجم  وأميرها  تحت  الدّومة  يجعلُ  صُلبه  إلى  حصير  طُبعت  غلظته  على  أديمه  ويُسند  رأسه  لذراع  تصلّب  أو  حجر..  يأتمرون  طائعين  بأمره  جُندٌ  لو  أمرهم  بأن  يأكلوا  الصخور  لما  أبقوا  منها  شيئا ولأتبعوها  بالتراب   .....اليوم  في  قصور  مُنيفة  وحرَسًا  كأنّها  السّماء  رُصِدت  شُهُبا ولكن  لا  حياة  لمن  تُنادي  ولأنّ  طبع  الجبان  فيهم  ما لبث  حتّى استنفر  ظاهرا  فقد  أبانوها  صراحة   نحن  للغرب  و منه..  مصالحهم  تشاطرت  أخذ الغرب  منها القوة  و أعطاهم  اللّهو  و الدّدن...مزمار  شيطان  وناي  لإبليس  وعاهرات  ليل ،  شرابُ  العنب  أركان  في  دولة  تقوّضت  قبل  بُنيانها  ، قالت  بعدما  سقط   نقابها آه  تكشّفت  عورتي  وا  خُذلان  زوجي  هدرت  شرفه  ..واليوم  يُهتك  عرضُنا  والقدس  تنوح  و تشتكي  ولا  من  مُجيب...  أغاب  إباء  العرب  أم  غيّبوه  ؟  اللعبة  بيننا  وبينهم  لم  تنتهي  هكذا  حال  القط  توم  و الفأر  جيري  و لكن  المفارقة  تكمن  في  أنّنا  لا  نُشبه  حتّى  الرُّسوم  المتحرّكة  فهناك  بينهما  سجال... للقط  تارة  وعليه أخرى   ولكن  على  الواقع  دوما  تكون  الغلبة لهم حين تولّت  أشباه  الرّجال  مصائرنا...  أَبَلَغَتْ  سُخرية  القدر  منّا  أن  نقبع  على  أوّل  سُلّمنا  فاشلين   ؟ ...قال "  إن كان ما تقول  حقّا فسيمتلك موضع قدمي هاتين  " جملة كانت طعنة في صدر أبا سُفيان بن حرب  ...صدّقه العجم  إلا أنّ الكبرياء حالت بين قلوبهم و شرع الله ورسالة الحق ...واليوم  يُنبذ دين الإسلام  لتُصبح  الكلمة لغر ب كنّا فيما مضى أسيادا على أمرائهم و كانوا خدما لنا... فرضنا عليهم الجزية ذاعنين  و شددنا عليهم  حتى ذلت أعناقهم خاضعين  فدانت لنا أراضيهم  ....واليوم اجترأوا على بعض حدود الإسلام  ونحن كالنعاج  نأبى غير الثغاء  ... فكانت العيعاء أوامرهم لنا ... !!! ... !!!وا معتصماه  ...صيحة حين كان الإسلام عزيزا هبّت لها أفئدة الرّجال  لتسيل الدّماء أودية لانّ الشرف إذا استهانت به كلاب الشوارع وجب أن تُراق على جوانبه الدّماء ...هل لبّى المعتصم نداءك ؟؟  سؤال ظل راسخا في أذهاننا حتّى الساعة لما فيه من الشموخ ..ثم جعل ممن كان ليستعبدها عبدا لها... أين نحن من ذاك ، أين الانفة ، أين الكبرياء ، إلى أين غادرنا الإباء ؟؟

       لم نصمد طويلا لأنّنا  فرّطنا في عزّة كانت بالإسلام  بنيناها ، فرّطنا قانعين  أنّ بغير الإسلام نعتلي و تلك الخزعبلات ، تسابقنا ندق مساميرا في نعش الإسلام وقلنا زمانهم غير زماننا ، تغيّرت القوانين و الدول وكان لزاما علينا مسايرة  الواقع  ....ما هكذا تؤكل الكتف ...كُنّا خير امّة أخرجت للنّاس و اليوم أهنّا ما ورثناه ..وا  أسفاه على المعتصم .. وا  أسفاه على عمر بن عبد العزيز ..وا  أسفاه على هارون الرّشيد ....هارون الرّشيد التّقي النّقي الورع ...باللّه ثقتي ..كان ختما  لهذا الأبي  ...و اليوم ثقتهم في الدولار و البورصة ..... لمّا نهى  أحد من الحاشية  في مجلس الفرح عند هارون الرّشيد أبا العتاهية عن تنكيد الجلسة بقول بيتين كانا بثقل الجبل على صدر أمير المؤمنين ...فبكا بكاءا شديدا وقال  : دعوه  فإنّه رآنا في عمى فكره أن يزيدنا منه.
فـــإذا النفـــوس تقعقعت.... في ظل حشرجـة الصـدور.
    فهنــــاك تعلــم موقـنًا.... مـــا كنت إلا فـي غـــــــــــــــــــرور

   فهل ستُبكي الكلمات اليوم حُكّامنا حين غاب الإيمان عن قلوبهم  ورئيس حكومة يقول  " سامية زيدي الموسيقى باه  نشطحوا شوي ....عذرا على ركاكة الألفاظ ...عُذرا لم يعُد يُجدي الكلام " ..زمنٌ غارت فيه الكرامة و أوحلت الرجولة ..زمنٌ حريٌّ به أن يكون أطلالا تنزو على  خرابها الغربان ... أرطبون العرب ، المكر و الدّهاء ....للّه درُّ بن العاص يفتح بالعقل ما يفتحه الآخرون بالسّيف  ... الحوار فن لا يُتقنه الكثيرون إلا ما قلّ منهم  وندُر ، حُسن التسيير ، الحيلة في التعامل مع الرّعية دون التدليس و الجور عليهم ...أين حُكّامنا منهم ..شراذم والله تولّت رؤوسنا لا تدري ما تصنع في ما نزل بها فما أدراك بأن تجد الحلول .. 

      و لانّ فكر التضليل كان لزاما و أن يتفق مع سير المصالح فقد ظهرت فتنة في عقول من تنصّبوا على هامات الرّجال عُلماء باسم الدّين وقالوا لا نذكر مناقبهم " أي مناقب الصالحين من الاوّلين " فقد تهوي بعض الأفئدة إليهم فلا نُطيق للفتنة كبحا بعد هذا و إنّما تُستأصل من عقولهم مآثر الأوّلين من الصّحابة و الخُلفاء فلا يبقى غير ما نتلوه عليهم ...يكون شرعهم فلا يُحدثون بعده أمرا...  وما ذاك عنهم ببعيد فقد خدّروا العقول و أوهنوا الهمم   فكلّت السّواعد من فكر الإحباط  و بهذا نجحوا في إخماد فتنة هم من أذكوا أُوارها فدانت لهم الرؤوس وامتطوا هامات الرّجال فتنصّب القرد شيخا و الذئب قاض و الراقص الديّوث  معلّما و صاحب رسالة وكان الامر و النّهي لخرف  له  خُوار....فكيف يكون العامة و أمرهم فيدولة شموخها في اللّصوص و رسالتها بين أيدي الرّاقصين و السّفهاء ؟  


    دقّوا مسامير المهانة في نعش الإسلام  وهو الذي  أعزّنا زمنا  حين اتخذناه رفيقا  فارتقينا صهوة المجد واكتسحنا العجم لا تلوينا بروجها ولا متاريسها ولكن هيهات هيهات ، تآكلت لحمتنا فبان نهج الجبان فينا وكثر المرتزق المتلوّن على غير هدينا ، هدي القرآن وسنة خير الامّة فانكشفت عورتنا وهتك الجبناء سترهوادجنا ، تناسينا قول عمر بن الخطّاب " نحن قوم أعزّنا الله بالإسلام فإن أردنا العزّة بغيره أذلّنا " وهو ما حدث حتى أنّنا نسينا النحيب على نعش إسلامنا الذي رفع مقامنا حتى مالت لنا وذلّت رقاب العجم وللأسف تركنا الإسلام مستنكرين فدارت الدائرة علينا بأن أذاقونا - من كنّا يوما أسيادهم - وسخ نعالهم فاستنشقنا مرغمين نتن أجسادهم وتقبّلنا مبتسمين لا نملك من أمرنا شيئا جميع شروطهم لنبقى على قيد حياة المذلّة و الهوان خانعين فاشلين فلم ينفع بترولنا ولا ثروات أراضينا و لا ذهبنا ولا معادننا في استرداد كرامتنا وفرض تفكيرنا 




فالقضية واضحة دون الإسلام سنغوص أكثر في وحل القاع  .

ليست هناك تعليقات