اخر الأخبار

مؤتمر برلين دون مخرجات

مؤتمر برلين , حفتر , السراج , ليبيا


مؤتمر برلين دون مخرجات  

بقلم جدّي معاذ 

        ما الذي أتى به مؤتمر برلين لحلحلة الأزمة الليبية ؟ ، لاشيء مؤتمر عبارة عن نزهة نفس  بها زعماء الدول عن أنفسهم فما طرحته أفكارهم في تلك القاعة كان جدالا فارغا لم يخرج عن المألوف حين تكون المصالح الكبرى وراء خيوط الحكاية ، أين الولايات المتحدة الامريكية ما دورها ولما لم تكن حازمة كعادتها في القضايا المتعلقة بأمنها القومي أو بأحد أطرافها  ؟ هل خرج المؤتمر بحلول  ردعية لمنع وصول الأسلحة من الإمارات و مصر إلى حفتر ؟ ، إذا فتوجه المؤتمر ظل يخضع لتوجهات الدول الكبرى و لغة الدول المتصارعة من أجل النفوذ في شمال إفريقيا أو زيادة التغلغل أكثر ضمنها و إذا كان البيان الختامي للمؤتمر قد تضمن دمج الهياكل العسكرية و الشبه العسكرية المنخرطة في حكومة الوفاق و الجيش الوطني الليبي والعمل تحت إمرة الدّولة فالسؤال هنا هل معنى الدولة ما انتجه اتفاق الصخيرات وأنّ حكومة الوفاق هي الحكومة الشرعية وما على حفتر سوى الإنصياع أم مازالت هناك جولات تقررها اطراف الصراع ؟ كما أنّ تصريح أنجيلا ميركل المحتشم و الذي يمثل قرار المؤتمر و هو حظر الأسلحة و مراقبته بشكل أكبر يفتقد للضمانات الكافية !! هنا نطرح السؤال التالي وهل كان مراقبا أصلا من قبل حين  دعمت مصر و الإمارات و ميليشيا الفاغنر حفتر ؟ كما وصرّحت ميركل أنّه تم الإتفاق مع روسيا و تركيا على حظر تسليح الأطراف المتصارعة دون تقرير عقوبات ردعية لإنتهاك قرار حظر التسليح ؟؟ غريب إذا تركيا أصلا ضربت عرض الحائط باتفاقيات دولية كاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لسنة 1982 و تجاهلت تهديدات الولايات المتحدة الأمريكية في حالة شرائها صواريخ S 400  من روسيا فهل ستجدي معها بنود بيان ختامي لم يتطرق حتى للعقوبات في حالة الإخلال ؟ ومن جهة أخرى ماذا فعل  الإتحاد الأوروبي لروسيا حين ضمت شبه جزيرة القرم و اغتصبتها من أوكرانيا في 2014 ، عارضت ثم نددت ثم صمتت لأنّ أغلبها لو تغلق  روسيا قنوات الغاز لتجمدت أوروبا بأسرها .... إذا فالمتحكم في الصراعات ليست القرارات الدولية المعلنة بل مصالح الدول الخفية .
         مؤتمر برلين شكلي كغيره من المؤتمرات التي تناقش قضايا الدول العربية حين يكون أحد أطراف النزاع فيها الدول ذات الوزن الفاعل ضمن الكتلة الدولية ، مؤتمر يفتقد للضوابط الفعلية و الحلول الناجعة لتجنيب ليبيا كارثة حتمية كما أنّ غياب الضمانات المتمثلة في الجانب العقابي الردعي جعل فعليا من المؤتمر ورقة طريق لممارسات اخرى على الساحة الليبية ومن جهة أخرى إحتار بعض الأطراف من إقصاء المغرب من المؤتمر و استدعاء الجزائر السبب واضح لأنّ أوروبا تعلم جيّدا أن اختلال الأمن الجزائري يعني احتلال المهاجرين لأوروبا فالجزائر تمثل لها خط بارليف الفرق فقط في الموقع وسقوطها يعني اكتساح المهاجرين و الإرهاب لأوروبا وبعد الأزمة السورية لن تكون متهورة بشكل سيجعل منها مسرحا لمختلف الظواهر .
 
 

ليست هناك تعليقات