اخر الأخبار

أحزاب الأزمة

الأزمة,الأحزاب,العار,الجزائر,الموالاة


أحزاب الأزمة 

إذا تعفّن العضو وبات الشك في أن يكون معدٍ لباق الجسد اكبر من اليقين بشفائه ما يكون الحل ؟ ..... الحل في بتره وهذا ما سيحدث للأفلان و الرند و ما لحق بهما من شوائب إن فهم الشعب طبيعة الأزمة وعرف أنّه السيّد لا المَسود"

أحزاب الأزمة ... بقلم جدّي معاذ 


   ونحن نستذكر الأحزاب تبادر إلى ذهني أوّل ما تبادر تشبيها و مقارنة أحزاب المشركين من غطفان وقد جمعت أرومتها بطون بني مرة و أشجع و بني فزارة و أيضا قبيلة بني أسد و قد عرفت بالقوة و الصّلابة و حليفتها من بني سليم و يهود بني قريضة و قريش و بالطّبع بتحريض من يهود بني النّضير على غزو المدينة انتقاما من المسلمين و كان الجمع الجرّار بقيادة أبا سفيان ... ، إجتمعت هذه الأحزاب على الفتك بدويلة الإسلام الفتيّة آنذاك قضاءا مبرما لا تقوم بعده قائمة لمسلم ولا يُرفع للإسلام بعدها صوت  فما جذبني كان المقاربة العجيبة بين سعي المشركين إلى القضاء على الدولة آنذاك - و إن لم تكن بالمفهوم الفعلي للدولة في الوقت الحاضر – وسعي أحزاب المؤامرة أو ما يُعرف بالمولاة للقضاء على الدولة من اجل مصالح شخصية ضيّقة  ، الغاية والهدف كانا في كلا المرحلتين واحد وهو إفناء الدّولة و إبادتها فالأحزاب الكبرى في الجزائر نجدها تصنع صنيع الأولى وإن اختلف الأسلوب و الزمن ونقصد بهذا FLN , RND , TAJ , MPA وبالطّبع ما علق بهم من شوائب و أنا أقصد المجهريات من الأحزاب الطفيلية .
   
     إقصاء الأفلان ، الرند ، الحركة الشعبية الجزائرية و حزب تجمع امل الجزائر والشوائب التي أخضعها هؤلاء عن طريق الوعود و الإغراء ببعض من الإمتيازات التي تخدم مصالحهم الضيّقة ولا تعدوها من الإستحقاقات القادمة بات ضرورة فوجودهم مع من كان إمّعة يتبع ريحهم لم يعد قضية دولة بل تعدّاها إلى أبعد من ذاك بأن استحال مصير أمّة وقضية كرامة ستقذف بها هذه الكائنات إلى المجهول إن نالت ثقتكم من جديد أو وصلت أيديهم بأن عبثت بالصندوق ، إقصائهم بالطّبع لن يكون بعدم قبول ترشّحهم لأنّ هذا مخالف للدستور ولن يبعث بشفافية الإنتخابات في المقدّمة وهو ما سيزيد التشكيك في المؤسسة العسكرية ، بل بالسّماح لهم بالترشّح لتكون القاسمة لهم بأن يُلقيهم الشارع إلى ركن البقايا و سقط المتاع ، هنا بدأ دوركم دور النخبة و العامة فلا نريد تكرير ما فات و لا رسكلة نظام نحن على وشك إضعافه ووأده فعلا ، نريد دولة تستجيب للكفاءات ولا يكون الولاء و منطق الإنبطاح هو الفاعل في مفاصلها ، نريد دولة قوية بمؤسساتها لا تُضعفها الأزمات ، نُريد دولة تنفتح على أوروبا و آسيا و أمريكا والعرب لا حكرا على فرنسا ، نُريد أن نكون رقما صعبا في موازنات القوى العالمية لا هامشا ، نبحث عن سُلطة القانون لا نبحث عن قانون السلطة  فكاهلنا أوشك على الوهن  من المحاباة و تكريس الرداءة ، كفانا عبثا بمقوّمات دولة كانت لتكون رائدة لو وجدت سواعد الرّجال و نهض بها أبناءها ، كفانا عبثا بمبادئ أمّة ضربت بها حفنة من المرتزقة عرض حائط .
    
     إنّ ما مرّت به الجزائر خاصة منذ منتصف العهدة الثانية كان ممنهجا بطريقة لم تكن لها سابقة حتى أثناء الإنقلاب على الشرعية سنة 1990 بقيادة فرنسا بالطّبع عن طريق ما زرعته من أذنابها في الجزائر و أنا أقصد أقوى رجلين آنذاك خالد نزّار و العربي بلخير  ، الجزائر التي أُريق من أجلها دم أكثر من 5 مليون شهيد هكذا وباختصار تُصبح لعبة في يد سفلة استعبدوا شعبها و أوغلوا في إذلاله .
     
     إنّ الحرية بمفهومها الراقي تتجاوز مرحلة كسر القيود إلى مرحلة دفن من يصنع القيود لأنّ الإكتفاء بكسر القيد لايُجدي فمن السّهل أن يُصنع لأجل نفس الغاية آخر ولكن التخلّص من الجلاد و أتباعه هي مرحلة التجريد و الإبادة لكل معان الإسترقاق فكريا كان ، دينيا ، اجتماعي أو اقتصادي وهي المرحلة الأخيرة من التطهير التي تليها مرحلة الإنطلاق وعدم الخوف من المجهول ، إنّ من عبث بفكر أمّة وتجاهل قيم شعب و داس على كرامته وزوّر ونهب حريًّ به أن يكون تحت التراب وأن يُلقى إلى زاوية النسيان ليلقى من بصاق المارة و تزدريه النظرات .
   إنّ ما انتهجته هذه الأحزاب من سياسة تكريس الإنبطاح كدعامة أساسية للتعيين و الارتقاء وانتفى بوجودها معيار الكفاءة لهو الداع لوأدها فما فعلته فاق في شنيعه ما تصفه الكلمات فقد سطو على جيب المعسر قبل الموسر وحقنوا دماءهم وهدروا دماءنا وقسّموا خيرات البلاد بينهم و صرفوها على شذوذهم و فسق أبنائهم وملذات نسائهم فكيف لنا أن نسامحهم وقد أباحوا أعراضنا لنزواتهم واستباحوا حمانا و أهانوا كرامتنا فو الله لو نالوا ثقتنا بعد ذاك لنحن أحق بأن نكون لما فعلوا بنا أهلا .
    
      إنّ احزاب المولاة وما اجتمع على عفنها من ذباب قد بالغت  في الإستخفاف بعقول المواطنين وتهميش نخبتهم حتّى جعلت بذلك من الجزائر مطيّة لفرنسا و جعلت خيراتها كذلك تَبَعًا لها ، بالغت وبالغت هذه الشرذمة حتى وطئت كل جميل فينا كيف لا و أويحي الذي اعلن عن عدم قدرة الدّولة على دفع أجور نوفمبر لسنة 2018 بعدها بزهاء الشهر حدّاد يستلم قرض بـ 200 مليون أورو من البنك الجزائري  أليس هذا استخفافا بالجزائريين إن لم نقل تحدّ صارخ مفاده من أنتم ؟ فالجزائر لنا و ليست لكم  الدّولة لنا و الوطنية لكم ، الدّولة لحدّاد ، طحكوت ، كونيناف ، أبناء أويحي ، زوجة سلال  و غيرهم ممّن تسلّقوا مراتب الرّفعة بأموال الشعب ، كيف لا و هؤلاء و أربابهم يقترضون اطنانا من الأموال دون ضمانات و " الزوّالي " يصل به الأمر بأن يرهن نفسه إن وجد من أجل قرض يساعده في بناء بيت يحميه قرّ الشتاء و حرّ الصيف و بالطّبع إن حصل عليه فسياستهم رمت بالجشع في إدارة تفسّخت فالموظف الصغير يبحث عن المزية ليدرس الملف و المدير يبحث عن غيرها و الوسيط بين هذا و ذاك على دربهما ، و غير الضعيف تُفتح له خزائن الجزائر يقطف من أي ثمارها شاء ، ما هكذا تؤكل الكتف فإمّا أنّ الدولة للجميع و إمّا فلا دولة أصلا.
    
     إنّ ما مارسته أحزاب الموالاة لقرابة النصف قرن لكفيل بأن يُمهّد لقتلهم في عقول النّاس ومن الساحة السياسية ليستحيلوا ماضٍ و شمّاعة لأكثر الأزمات فضاعة في تاريخ الجزائر ، مارسوا الترهيب بأن جسّدوا الدّولة في شخص مريض لا حول له ولا قوّة و أنّ بغيره تستحيل الجزائر مستنقعا للدّم كما في التسعينات و الغريب أنّ العشرية السوداء هذه التي جعلوا منها بُعبُعا للشعب  هم أصلا من تسبّبوا بها .
    
      لقد عجزت احزاب الموالاة ومنذ زمن على إيجاد مخارج للأزمة الاقتصادية عند تدنّي عائدات البترول فالدولة الريعية بامتياز لم تعد قادرة على ضخ الأموال في جيبوهم من جهة  واسكات الأفواه من جهة أخرى فمحدودية كفاءة أصحاب القرارات و استفحال ظاهرة المحاباة ومنح الامتيازات لفئة دون أخرى و سياسة البريكولاج و مشاريع" تحت الطاولة " زادت من هشاشة الاقتصاد وعرّت فكرهم ، لقد سعت هذه الأحزاب وعلى رأسها الأفلان و الرند إلى استنزاف ما تبقّى من صبر الشعب تحت وطأة الحديد و النّار و التهديد بالعودة للعشرية السوداء ، فالقضاء كان بأيديهم برمشة عين أنت حر و بأخرى انت منسي لسنوات بين الظلام ، جزائر العزة التي أرادها المجاهدون و حرائرهم إستحالت في زمن القرود إلى مرتع خصب لبذخ الفاسدين و فجور أبنائهم و عري نسائهم ، اخرجوا فرنسا بدمائهم من باب  فأعادتها الموالاة من الآخر وفرشت لها خيرات الجزائر تنهل منها ما أرادت ، فلا كانوا ولا كانت مولاتهم إن أوصلتنا إلى ما نحن فيه .
    
     حرّرها الرّجال ليسود الرّجال لا ليسود ابناء الحركى و من باعوا دماء إخوانهم للمستعمر ، حرّرها الرّجال لا ليتحكّم في مصائرنا حفنة قرود تعبث بمقوّماتنا ، فجاهل من أحزاب الأزمة و الموالاة يبحث عن فتح بلادنا للخمور و يسب الجزائريين على منابر الإعلام و آخر فتح وكالات القروض ليغرق الشباب في ديون مشاريع غير مدروسة لتكون وبالا على رؤوسهم وورقة ضغط تُلجم أفواههم ، ماذا فعلت أحزاب المولاة سوى أنّها جعلت منّا أضحوكة تلوكها ألسن الأمم .


الآن دوركم يا سادة فإمّا أن تقذفوا بهم إلى مزبلة التاريخ و إمّا أن يعودوا ليصنعوا بكم أشرّ ما صنعوا من قبل لأنّ ما سيغذّي حقدهم هذه المرة دافع  الإنتقام  لما فعلناه بهم في 22 فيفري ... يوم الكرامة ، يوم احسسنا أنّنا أسياد أنفسنا و نحن من صنعناهم ونحن من سيدحرهم  ...   فإمّا الكرامة و إمّا أنّنا نهوى المذلّة و المهانة ، الإختيار  لكم .

هناك تعليقان (2):