هفوات حُلم ! .. تخيّلي
هفوات حُلم ... تخيّلي
جدّي معاذ
تصطك بين الشفّتين كلمات و جُملْ ، يلوح العقل بها بعيدا ليُنتج من نسقها أملا ، حكاية أو ربّما قدرا.... أو ربّما يشُط به فيض الخيال فيبني من الحرف سَرْحًا لا يطاله أملُ الصغار ..ولعلّه يعبث بها قليلا فيأخذ معنى هذا لذاك و يستعير من الأخرى لتلك ...مزج يشاكلُ في رونقه غزل العشَّاق ،نظرات المحبّين ، ولكن بين كلّ هذا و ذاك يبقى للحرف المجرّد معنى الوجود ، معنى البقاء ، فلسفة لا يفهمها إلا من جرّب السّهر طارقا باب المعاني ...حكاية خرافة وجمال حُلُم ...
تُزرع الورود و تنموا و تحمل النسمة شذى الريحان و تنجو ...هي ابتسامة من طوع الخاطر تلين فتنحني ، تأتي لتختفي ...تخيّلي لو انّ البذور زُرعت و سوق الوردة ما ارتفعت أتحمل النسمة شذى ذكراها أم تبكي غياهب الليل فوق هوى دجاها هي صيحة من نبع الذات تُهمع هواجلها أسطر الذكريات ، لماذا ، متى و كيف ربّما نُصبح مستقبلا يُقرأ على خطّ الأكُف.
تخيّلي معي لو أننّا معا تضمّنا قطعة من زجاج و يلفنا من نسيج الحلم خيوط حرير الذكرى ، تخيّلي معي لو أنّنا فوق سحابة تحمل قلبينا إلى زمن المجهول ، أنّي أنا و أنت ننسُجُ من دُعابات الزمن أساطير الأيام و نرسُم لوحات بأجمل ألوان الطّيف و نخُطّها جُملا أشدُّ أُوارا من زمن الصيف ، تخيلي لو أنّنا نحن من نُعطي الكون اسم الطبيعة و نصنع من عُش أحلامنا ألوانها البديعة ، مازجي لبّ المجهول و ارتحلي معي نحتضن الخيال نشق عيْلَمَ المستحيل لنصل ضفاف الأمل هناك أجل تبدأ معنا رحلة الأحلام ...أم هناك تبدأ رحلة الأجل ؟
تخيّلي معي أنّنا أنت و أنا عند ساقية النّدى نشرب من نبع الجوى رافعينا أكُفّنا إلى عنان السماء أهناك تلتقي أرواحنا أم ....؟ تخيّلي معي أنّنا نسبح فوق بساط الريح على زمن الماضي نُدغدغُ مشاعر الحبّ داخلنا و ننثر على كل حبيبين قبلات الهوى ، جميل و رائع أن نحلُم و أن نعيش على صفحات الأحلام دقائق أو ثوان .أجميل حقّا أن نحلُم و أن نُحقّق أحلامنا ؟ جميل نعم …….إذا فابقي يدي في يدِك لنسافر عبر زخرفة الهوى فحُلمنا حتّى الآن طويل و ما انتهى ، هناك حين نصل منتصف حكاية حبنا ألعب بأناملي فتمرُّ بين الصّفحات أيام و لحظات لا لأنّي لا أريد تذكرها بل فقط لأنّها تحمل أخطائنا أو تفاهات أخطائنا ..تمر الصفحات و أتوقف فقط لأستعيد ذكرى سطرٍ أنت قلت فيه أنا لكَ و أنت لي و نحن لسنا سوى عبق ريحان المنى ، طويت حينها تلك الصّفحة لتبقى بين أحضان الذكرى و بدأت منها تارة اخرى رحلة الأحلام فتعالي معي لنضم يدك ليدي و تخيّلي حينها معي أنّنا قد ذهبنا ...!! أين يا تُرى ؟ ذهبنا لنحطّ الرحال على عبارة اللقاء و ننصُب هناك خيامنا على بُحيرة النّدى نرتشف ، ليس كباقي البشر ، نرتشف أحلامنا من ذات مشبّعة بأهازيج طبوع في احتفالات الهوى ، تصوّري معي أنّنا رحلنا إلى عالم بين ذكرى الماضي و أمل المستقبل أنكون معا لنكون سعيدين أم نكون معا لنكون حزينين أم يبقى عالم استفهام ؟ أم فقط ما يهمنّا أنّنا معا أنت و أنا ؟ تخيّلي معي أن جُلّ القصائد و منمنمات العُشَّاق لنا و أنّنا جُلُّ عباراتها يخطُّنا اليراع و تنشر حكايتنا الأقدار و تستلذ صورتنا الأبصار ، أليس رائعا أن نحلُم و جميل أن نرحل دون وداع ..؟ أيُعجبُك الُلُم ؟ ، أسألها ، إذا فتخيّلي معي هناك في غابة الأقحوان أنسج لك ضفائر الفُلّ بحبّات المرجان و نبني أنا و أنت أساطير الهوى بفلسفة الغرام ...أنا و أنت تحت ضوء هادئ تهُبُّ علينا في سكون الليل و عند ضجوع الأصوات نسمات العشق العابرة ، تخيّلي أنّنا نُمارس الممنوع بقانون الإسلام ، المُباح عند الهُيامى في بنود الحب و مقدّسات كنائس الهوى تخيّلي معي و فقط أنّنا وحدنا في غيهب الغسق ....
هيّا إنتبهي لا تُسافري كثيرا مع الأحلام أم أعجبتك أحلامنا ؟ إذا فلنعد الكرّة ولنرحل سويّا ، تخيّلي أنّنا نحتضن بعضنا و نستنشق عبير حبنا وهكذا فجأة نرحل نرحل مع اللامعقول نبحث عن اثنين مثلنا في زمن مجهول ، إذا ماذا ؟ وهل يا تُرى نجدُهم ؟ أم أنّه و فقط لحبّنا نبضة من خرافات الماضي ..أأعجبك حقّا حبيبتي حُلمنا سويا ؟ أجل ، تُجيبني ، غذا هل نُعد الكرة و لكن لما لا نُجرّب حبيبتي هذه المرة أحزان الأحلام دون أن نعيشها كأبديات الأيام ...تخيّلي معي أنّ كل شيء تحطّم ، تحطّم ألف مرّة ، أحلامنا التي بُنيت من نسج الخيال و التي لا تُوازيها الجبال هكذا تنهار بغلطة فضيعة من صُنع الأقدار ، تخيّلي معي أنّ وردة حبّنا التي زُرعت ما نمت و زجاجتنا التي تضُمُّنا انكسرت و خيوط الحرير تمزّقت و أيدنا انفلتت و أن ضغير حبّنا ما كان ليولد و شرنقة الأحلام كانت فقط من نسج الخيال ..أهكذا و للحظة تُمحى الآمال ؟؟ويتّشح الكون بعد تورّده بالسواد ، كلُّ شيء مضى و انقضى وما عاد يُجدي البكا و الرجا... ما رأيك حبيبتي مُحزن حقّا أن نرى جميع أسوار أحلامنا تثلّمت فما بقيت سوى الأطلال ، تجهُمٌ قدا بدا عل وجهها و تقاسيمه توحي بأن الأمر لم يعُد يُطاق و تجاوز حدود النطاق ، توقّفت وقلت ليس الآن فحكايتنا مازالت تُسيل الأقلام ، تخيّلي معي أنّنا رحلنا لا لنحُطّ على عبارات اللقاء بل لنرتشف سُمَّ الفُراق و نودّع لحظات العناق ، تخيّلي معي إذا حينما يكتشف أحدنا أنّ الآخر ليس سوى لُعبة وردية من صُنع الخيال ، رغم أنّ كلماتك كانت جُرُعات علْقم تُحتسى إلّا أنّي ما أردتك إلا سعيدة و رغم أنّ سهامك بلغت منّي ما بلغت قاومت فقط لأقول هذا السّطر كما اقتربنا نفترق و بذكريات مترعة بالألم يُغادر قاربانا بإتجاه المجهول و لكن قبل الرحيل تذكّري أنّي لست المتّهم و لست البريء في نظر الألم فهمت كلماتي أو لم تفهمي سأقولها وداعا لا أمل في طريق العودة وداعا فمسلكنا قد دبّت فيه الأشواك ، أنُكمل حبيبتي هذا الطريق لو تثلّمت آمالنا أم نعود لأحلامنا الوردية ..ماذا ؟ نعود ..لا أستطيع الرفض ...تخيّلي لو أنّ أنفاسنا إجتمعت و صرنا نستنشق من نبع واحد و كلانا يخفق جوفه بفؤاد واحد ولكن كلّ هذا متى و أين ؟ حين نُحس أنّنا من نملك الطبيعة و خطى أقدامنا تسيّرُ دقائق و لحظات الساعة ، حين يخفق قلبنا فيبتسم الوجود و تنشرح مياسم الورود ، حين نتأكد أنّ كنوز الدنيا ما عادت تُغرينا ، حين نُحس دغدغة الخيال عند منعطف القدر أين تلتقي الأرواح ويُداعب الوجدان ...رائع حقّا ...لا لا تصحي دعي عينيك مغمضتان ولنرحل سويّا ولنتخيّل مكان إجتماعنا ، هناك بين هبوب النسيم أين لا يستطيع كلانا مفارقة الآخر ، هناك نعيش في حنجرة العصافير أين تُخرجنا لحنا يعتنق الوجود ، أين نُطلق زغردة حبّنا فيستجيب لها الحجر ، أين نتأكد أنّنا حين نفترش لا نفترش الصخر و أن آهات حبذنا قد أسهبوا في ترتيلها هناك تلتئم الجروح و يُصبح النّبض واحد .
ما أجمل هذا حبيبتي ...لما سكن خيالك ن دعي فكرك ينطلق هكذا ..أجل هكذا ، أنت جاهزة ، تخيّلي معي أنّنا نمتطي ظهر جواد أبيض نُسابق فوقه دقّات الزمن ، نرحل بعيدا بعيدا أين نصبح فقط أنا و انت و كلُّ العشاق ، نستلم كرسي مملكة الهوى نأمر و ننهي ولا قانون هناك سوى بنود الحب أين تعزف المشاعر وحدها سنفونيات الغرام و تلّحن على ترانيم الوفاء أناشيد السلام ، أين لا سلطان سوى للحب ، أين لا عين ترقب و لا حاكم سوى القلب ، هناك فقط أين لا نسمع سوى همسات العاشقين ، يُنادي كلّ حبيب خلّه أنا هنا لما لا نكون أحرارا في مملكة الوفاء فسلطاننا الهوى و لنا أن نفعل ما نشاء ، هناك فقط لا يُسمع سوى نبض القلوب .
أرجوك لا تفتحي عيناك وابقي معي في فراش الأحلام نتأكد على وسائد من صنع الأمل نتخيّل أنّنا في نقطة خضراء تزيد بها نبضات القلب عن العدد المألوف ، نترحل هناك وسط نبضاتنا لنجد كل ما يحلم به الهاذين من أرق الهوى ، ورودٌ تنبض لهفا ، ينابيع تخفق صفاءا ، هي جنّة ليست كجنّة البشر ، زهور تتنفس من زفرات الجوى و سواقي لا تنضب من ريق المنى ، منى حبيبين أقسما و قالا أبدا لن يكون فراقنا ...تخيّلي معي و نحن تائهيْن وسط نبضاتنا نمر بسكان ليسوا من نفس جنسنا ترفع لافتات حبّنا ، أجل هي من وحي الهوى تعلم انّنا نقدّس بعضنا ، كيف لا و حبّنا من دمّر أساطيل الجفى و غزى كل كتب العشاق ورسم البسمة بدل الفراق ، ها قد سافرنا بعيدا وما انتهت الأحلام .أنسافر لأبعد من هذا أم أنهكنا التّعب ؟ لما لا تردّين ظ اظنّك نسيت طريق العودة أم أظنّك مازلت تحلمين ؟ وأنا استلذيت الحُلم معك فمحوت على طريق العودة خطانا ، لنرحل لا داعي أن نحطّ الرحال فالزمن يُداهمنا لنسرع ..تخيّلي معي لو أنّنا أنت و أنا نصنع عالما آخر غير عالمنا ، نعيش فيه سوى أنت و أنا نزرع فيه ورودا فقط ونفرشه زهور البنفسج ، ينابيعه من ماء زلال كأنّها على صفيح من لُجين ، نتنزّه بين خمائل الوجد و نرتشف من كؤوس النّدى ، نستمع لموسيقى العصافير واحتفالات الكون بأعياد الميلاد و الحب ...نمرُّ عليهم ،تلتصق يدانا فيغرّد بلبل و يقول يا معشر الطيور إجتمعوا لنعزف لحنا خاصا ...لما يا تُرى ..؟ قال لأن أمراء الحب هنا ، من يا تُرى ؟ أنت طبعا و أنا عزفوا لنا ، غادرنا المكان ، ذهبنا نتأمل جمال الشفق ..إلى هنا كلُّ شيء رائع ، أجميل فنكمل أم أنّك اكتفيت ؟ لا تردّين ، علمت ما تُريدين .تخيّلي إذا معي ونحن مسافرين بين طيّات الشفق نزور أطلال الأحبة ، أطلال قيس و ليلى ، أطلال عنترة و عبلة لنتحسس هناك لمسات حب جنونية ، هناك فقط ترتعش القلوب ، هناك فقط يُنسى الألم ، هناك فقط نُدرك أنّنا أكبر حبّ عرفته الأقدار...أجل هناك عند مدخل الشّفق الكلُّ أدرك مدى حبّنا ،فجأة ترتفع الأعلام و تعزف الأبواق و تُمَهَّدُ الأرض ببساط الرّبيع لأخماص حبيبين كطائري الخُطّاف ،لما يا تُرى كلّث هذا ؟ يُجيبنا صوت من خلف حجاب كُتب عليه هنا مملكة العاشقين ، ماذا قال يا تُرى ؟ ينطق و كأنّ ألحان الدنيا اجتمعت وقال : ربوع الأرض ماعادت تَسَعُ حُلمكم نحملكم نحن بين الجفون تعيشون هناك في طيّ الجفون ، لأنّ حبّكم سقى ظمأ الهُيامى و شفى كلّ عليلي الحب السقامى ...ما اجمل حبيبتي حُلمنا و ما أجمل أن نكون معا نحتسي من كأس واحد ونقتات من رغيف واحد، نعتنق بهجة الوجود وألثم تارة و أخرى ورق الورود لأضعها حين نختلي قبلة على شفّتيك ، هناك أحتضنك بعنف وأستنشق عَرْفَ جَسدك لأصنع منه عبيرا لكلّ خليلين ، يمتزج ورونق الطبيعة لينبض الكون نبضة العاشقين و تُهلّل شعوب العالم رافعة هُتافات حُبّنا صدى يملأ مسمع الجن و البشر ، أنتوقفهنا بُرهة أم نُكمل ؟ لا تفتحي عينيك و أجيبي ولا تُبعدي رأسك عن صدري ، لما تُلملمينني هكذا بعنف ؟ تقول هامسة راجية أريدك بين أضلعي حبيبي لنُكمل رحلة الأحلام فلا عُدتُ أُطيق طريق العودة وبت معك أعشق الرّحيل ، وابتسمت ، ضممتها لصدري ، تشبّثت بي لنصبح كتلة واحدة ...نشدُّ أنفاسنا حبيبتي كرّة أخرى لنرحَلَ بعيدا ، تخيّلي معي لو أننا عصفورين في جنّة الفردوس نبني عُشّنا من أعراف الأمل نحمل زغردة لدنيا الأزل ، في وسط العُشّ هناك زقزقة فراخ كلانا يعلم من أين أتت ..أقترب قليلا و تقتربين لنبصر صغارا كفراخ القطاة ، نقف أمامها ، نتأمل جمالها كلانا يسأل الآخر لما هي جميلة هكذا ...يُجيب أحد الفراخ : لأنّ حُبّكما من علّمنا كيف نُخلق رائعين ، نبتعد قليلا ثمّ نبتسم ونقترب ، نحملُ صغارنا لنرحل بها إلى دنيا العجب ، نُلقّنُها كيف تصنع من بصيص الحب نبعا لا ينضب ، نعود مرّة أخرى حبيبتي لكن ليس من حيث بدأنا أعود لأسئلك أرائع أن نبقى معا و جميل ان نحلم معا ؟ ما أروع أن نحلم حين يبدأ سهاد البشر ورائع أن نعيش خيالا كحرارة الجمر كي نبقى وحدنا في دنيا الأحلام ، تقول :- وهي تتلملم داخل حضني و تضمّني حتّى تحبس أنفاسي - أحبّك فدعني داخل حضنك أزاحم أنفاسك و أرتشف زفرات أنينك ، تقولها و صوتي يسلبني الإرادة في تلك اللحظة ارمعنّت عيني ، رفعت رأسها قليلا و نظرت إلى عينين سوداوين متلألئتين كعيني العوهج و هي تذرف ضئب الثعثع من صدف المرجان و تتنهّد تنهيدة كعبق الخزام ، هناك تخلّلت أناملي غدائر شعرها لتنطلق بين ذراعي ، مددت يدي لأكفكف دمعها فصدّت كفّي و قالت : دعها فهي عبارات الهوى و أنا من أطلقت قيدها و القلب ما عاد يُطيق أسرها ثمّ تنهّدت و سكنت واستلقت على صدري ، زحزحتها قليلا حتّى اعتدلت ، وضعت خدّي على رأسها فناجيتها ، أقسم حبيبتي أن نسير سويّا على درب اللقاء ، أومأت برأسها واستكانت فقلت : أجل حبيبتي لنرحل ، هيّا غادري و تخيّلي تبدأ الرحلة من جديد هناك ....تخيلي معي في زمن الجاهلية أين اقترنت بقبائل العرب لغة العنجهية ، أين يعيش الحبّ هاربا من حروبهم الدّموية و من أفكارهم البربرية ، هناك يسترق الحبيبين نظرات الهوى ليبيت كلُّ منهما على حِدا يرتوون منها قليلا قليلا خوف ان تنفذ فيخمدا سُكارى ليأتي يوم آخر يتواعدون و تبقى النّظرة هي الرسالة حينها حبيبتي نزرع في أرضهم القاحلة بذور المودّة و نخلع عن سمائهم رداء الحِدّة و نرفع عن خيامهم ستار الظلمة لتُشرق الأنوار و تبتسم الأسرار و يلتقي كلُّ حبيبين استرقا الأبصار ، يضُّم كل واحد حبيبه ينظرون لنا و نحن وسطهم إزدهت بغير ألوان الطبيعة ، ألوان غير الألوان ، تخيّلي معي حبيبتي ...هناك و نظرات الفرح ترمقنا و قبلات العشق تزيد بهجتنا أنّنا من رسم البسمة و حرّر الأمل ، الكلُّ يريدنا أن نبقى ونعيش معهم ، الكلُّ يُريد أن يصنع لنا من خرير النّهر تماثيل الوفاء حينها التفت لك لتلتفتين ، نتأمل بعضنا ينحني فجأة رأسك ببطء عكس انحناء راسي لتلتقي رويدا شفّتينا ، الكلُّ سكن و بقي ينتظر و شفّتانا تقترب و تقترب ، أخيرا بما تحمل من شوق تلتقي ...كم ستكون حرارة تلك القُبل ؟ فجأة يهتف الكلُّ أجل ، أجل أنتما رائعين .....نرحل بعيدا عن هناك .
حبيبتي ما أجمل الحلم و ما أجمل أن نكون معا ننير دُجى الليل و نرفع الآهات عن صوت العليل و نجمع بين خلّ و خليله ، أجل حبيبتي أجل تكلّمي دغدغي الأيّام فصوتك نبرة من نبرات خمائل القُدس ، نعم فهمت من حركة شفتيك ما تُريدين ، غذا هيّا ابقي معي ، لُفّي بحرارة دمك أحضاني ، مزّقي شرايين فؤادي و نياطه ، هكذا بعنف أكثر فأنا أعشقك عندما تكونين عنيفة بين أحضاني ، أجل هكذا لا تُطلقيني ، قبّلي كلُّ شبر في جسدي كي يلتهب حبّنا و أعشقك دوما دون تفكير ، فأنت نبعي الصّافي الذّي أرتوي منه فترتسم صورتي داخل صفاءه ، يزداد صفاءا فترتسم ملامحي أكثر داخله فأصبح جُزءا منك أتنفّس حين تتنفّسين و أسكن حين تسكنين ، نحن هكذا و لن نكون سوى هكذا ، خُلقنا لنكون جسدا واحدا ...أنصتي و كانّي أسمع صوتا يقول لنرحل ، أظنُّه صوتك أجل إنّه صوتك ، إشتقت سريعا ان نكون معا حتّى وسط الأحلام ، أحبّك حيّا دعي أحلامك تنطلق ...سافري بها بعيدا ، روّضي أفكارك وارسلسها صوب أحلامنا ، أجل هكذا ، هكذا أريدك لنمتطي جوادنا و نرحل ...أنت جاهزة ؟ تمسّكي جيّدا ن أين الوجهة ؟ نتركها لجواد الأحلام هو يعلم أين نكون سعيدين ..هناك وصلنا إلى دنيا الأمان ، دنيا كُتب على مداخلها مجهولة العنوان ، تردّدت قليلا ...إلتفت لك ...كلانا يقول للآخر أنت معي ...ننظُر هنيهة لبعضنا يمّ ندخل ، عند المدخل توقّفت نبضات قلبنا و اجتمعت أنفاس حبّنا ، لما يا تُرى ؟؟ أهناك عند المخل شيء غريب ؟؟ ...أجل هو شيء غريب – تُجيبني حبيبتي دون أن أتكلّم ، أما ترى عالما غير الذي نحلم ، عالم تتخاطر فيه الأرواح ، أُناس ثُمالى يشربون هوى الأقداح ، وقالت : لا تحتر كثيرا نحن هنا في دنيا اسمها لا أسرار بين الحبيبين ، فهِمْتُ حينها لما كانت تُجيبني دون أن أتكلّم ، قالت : هي طبيعة وُجدت لأن تكون لنا ، أجل هي لك ولي ، نظرت لها و نظرت حولي و قلت في نفسي ك أكلُّ هذا لنا ، أجابتني أجل لأنّنا كنّا رائعين حقّا ، أنارت لوجودنا الدنيا و خفق لنا الهدوء أولئك نحن ، سألت مبتسما من نحن ؟ أجابت أنا و أنت ، أعدت من أنت و من أنا ؟ ملائكة السماء – أجابت – سألت من ملائكة السماء ؟، أجابت زهور أنجبها الوفاء ، رفعت يدي صرخت بأعلى صوتي قالت ّ ما بك ؟ قلت : أُريد أنظار الجميع ، قالت ك ولما ؟ حملتها كما يُحمل الصّغير وقلت : أريد من العالم أن يراني اناجيك بلغة الهُيامى ، أجل هم لا يفهمون ما أقول سوى أنّي متيّم بك ، هو ذاك أريد الكون كلّه ان يعلم ، إبتسَمَتْ و قالت : لما يا حبيبي ؟؟ أجبت و أنا على يقين بعلمها ، ألا تعلمين ...قاطعتني و قالت : ماذا تركت لي : فأنت من علّمني الهوى و أنساني الجفى و أدخلني قصور الجوى و انت من أسرني في قفص المُنى و لقّنني ألحان الغناء ، أنت يا غُرّة ظُلمتي من غنتشلني من بين الصخور و علّمني لغة الطيور و كيف أستلذُّ نوبات السرور و أنت ...قاطعتها وقلت : أحبّك ، قالت : اُحبُّك ، قُلت أنتِ كلُّ ما أملك ، قالت : أنت كلُّ ما املك ، قلت لما حبيبتي تقلّدين ؟ قالت وكيف لا يقلّد الظلُّ صاحبه ؟؟ قلت أفي كلّ شيء ؟؟ قالت طبعا حبيبي ، كيف لا و نحن نملك نفس اللسان ، كيف لا ونحن نملك نفس الكيان ، في تلك اللحظة يحتكُّ خدُّها بخدّي و تتخلل لمساتها مسامات جلدي ، تبتعد قليلا لتنظر جليًّا في وجهي و تقترب ، تضع شفّتاها عل شفتي ...قبّلتني وقالت : أحبّك يقصر العمر أو يطول ، نحن سويا و سنكتب روايتنا على صفحات المجهول ، أغمضت بأطرافها عيني ...سألتني و صوتها يُلامس منّي الرُّح قبل الأُذن ، ماذا تُريد ؟ ضممتها و قلت : أثريدك ، ضمّتني وقالت : إلى الأبد ، ثم ما لبثت حتّى همست في أُذني وقالت ؟ أُريدك أن ترحل معي أموافق ؟ أومأت برأسي ، قالت أنت جاهز لا تفتح عيناك تمسّك بي لنرتمي فوق بساط الرّيح قليلا ، قليلا نحن جاهزان ، لنرحل فتخيّل معي أنّا زوجان في ريف قاحل ، كلانا يسهر على ضوء بؤبؤ الآخر ، رحلنا هناك لنزرع في كلّ قاحل خميلة و نُصيّرها جنانا جميلة ، نعمل و نعمل لنعود آخر النّهار نستحم معا في آنية من فخّار ....نستلقي نضمُّ بعضنا بحرارة شوقنا ن نضطجع قليلا ثمّ نصحو على تغريد الطيور واصفرار ضوء الصّباح ، نفتح باب الكوخ لنرى حُلمنا قد تحقّق ، ألفُّ خصرك بذراعي فتقتربين نتأمل جمال المنظر ، زهور الربيع نمت ، صغار الطيور خرجت ، أشجارنا التي غرسناها أثمرت ، كلُّ شيء بديع ...نلتفت خلفنا فنجد كوخنا قد تغيّر كلُّ شيء فيه تبدّل ، سرير نومنا زهى بألوان الطاووس ن وسائدنا مزدانة بشقائق النُّعمان ، فرحنا كثيرا وتحرّك الحُلم داخلنا ، إرتمينا عند المدخل كأطفال يمرحون قالت : كيف تُحسُّ معي ، أجبت : كما تُحسّين ، قالت : أُحبّك ، صمتُّ قليلا فقالت : لما لا ترُد ، أجبت : ألم تقولي بأنّ لنا نفس اللسان ، ابتسمت و قالت : أنرحل حبيبي ، قُلت : لنرحل ،قالت : إلى أين ؟؟ أجبت : أأدلُّكِ و أنت رمز الوجود ، قالت : هيّا معي ، قُلت أنا معك أين تشائين فاذهبي ، قالت دع خيالك يسبح ليغوص بعيدا ..هكذا أجل...كلُّ شيء إلى هنا رائع ، تمسّك سنرحل ، أنت جاهز ، هيّا تخيّل معي أنّا حمامتان نُحلّقُ في دُنيا الهذيان نسمع ما يقولُ العاشقون حين يهمُّ أرق الليل بهم ، نسمعُ أشجانا تعزفها الأوجاع ، أوجاع من يا تُرى ؟؟ أوجاع من أحبّ ولم يَرى و خيال حبيبه ذهب و نأى ، نسمع زفرات الأنين تنبع من صدر أحرقه الحنين ، تنظر غليّ وتقول : أتحتار حبيبي ، أظنُّ أن خيالك شطَّ غلى بعيد فابقى هناك لاحقة بك ...تذكّر حبيبي ألم نبِت نحن على حرقة الفؤاد يُمزّقنا الشوق و يحرقنا السُّهاد ، تذكّر معي أم نسيت لأنّنا معا قُلت : لا حبيبتي كيف أنسى ؟ ونحن سُقينا الأسى و فجّرنا ينابيع المُنى ...كيف أنسى ؟...تُقاطعني و تقول و هي تضمّني : تخيّل حبيبي لو أنّنا سبحنا قليلا في أحلام أولئك التائهين نروّض أفكارهم و ندغدغ احلامهم بذكرى من فجر الحنين ، نقتادهم نحو نبع اللقاء ، تسألني ، ماذا حبيبي أنت معي ؟؟ أظن انّك تُهت وسط الأحلام ، أأحببت ذلك ؟ أجبتها : كيف لا وأنا من إحتار في أي الرائعين يتوه جمالك ام جمال الطبيعة !!!تقول في خجل : ومن اخترت ، تقولها و هي تنظر صوب اتجاه آخر وترنو لي تارة فأخرى و كأنّ في عينيها الجواب ...أنتِ أجل اخترت أميرتي ،تأبطتني وقالت لنرحل فكتاب أحلامنا قارب النهاية ...فجأة نصحوا على ضوء الطبيعة ...نصحوا و نحن فوق سرير واحد يضمّ أحدنا الآخر وفؤاده بنبض الآخر يرتشف الحياة ...نعتدل قليلا لتلتقي النّظرات ، أين كنّا ؟ تقول : في عالم الأحلام ، وما رأيك ؟ ، تُجيب : أحبّك ، أقول : أعشقك ، تطأطئ رأسها ، أرفعه قليلا ، قبّلتها ، نحن معا و سنبقى معا في حُلمنا أو حقيقتنا و ستُكتَبُ حكايتنا و سيعلم كلُّ المغرمين بها ، تبتسم و أبتسم تُقبّلني فأعانقها ، تقُول أنبقى حبيبي معا ، أُجيب : أتسألين !! ، رفعنا أيدينا إلى الفضاء ندعوا خالق السّماء أن نموت على الوفاء أيّامٌ.....و أيّامْ و هنا تنتهي رحلة الأحلام .
الخيال نبعٌ من فيض عقل تأرجح بين واقع ووهم فألّف بينهُما لينسُج من حروفه فُسيفُساء حُلُمٍ
ترنّحت تحت هوادجٍ وردية تحثوا العبير بين يديها و تَمْذُقُ الواقع بالمستحيل
من بقايا كُتبي ....معاذ




قمة يا صديقي شوقتنا لمعرفة من تكون هذه المرأة
ردحذف