اخر الأخبار

النظام الجزائري و إشكالية التغيير



النظام


النظام الجزائري و إشكالية التغيير

جدّي معاذ 

         لا شيء يعبث بالنفس بقدر تبرير هذا النظام لفشل الحكومات المتعاقبة على خيبة الجزائر وخلق شماعة تارة يسميها أيادي خارجية وتارة يدخلها لتصبح أيادي داخلية ومؤامرات ممن يسميهم أعداء الوحدة!!!! من منطق التبرير ليس إلا ، النظام الجزائري وعلى مسافة 60 سنة فشل في ترجيح كفة النهوض وغالبا ما يفقد بوصلة النجاة بسبب ، إما سياسة التخوين أو تبرير الفشل ، بعد انهيار الإتحادالسوفياتي انصرف لترميم بناءاته وتلحيم الجبهة الإجتماعية لتقويتها وبذلك لا ينقسم الجهد بين ترميم الداخل وكسب الخارج أما الأنظمة المفلسة فتنصرف لترقيع الواجهة الخارجية وشراء الذمم لكسب التأييد وإغفال عين المجتمع الدولي عند قمع شعوبها ، وهنا يكون للشرعية دورها في تأطير أولويات النظام ، فهي تعطي ميزة المناورة دون ضغط وإملاءات مما يخدم الدولة قبل أن يخدم السلطة ، النظام الجزائري ومما يُحسب عليه منذ مجيء تبون أنه أثبت محدودية السلطة في تسيير ظروف لطالما برر أنها وليدة نظام سابق ولكن عجزه على إعادة ترتيبها كشف عدم قدرته على مواجهة تحديات التنمية التي وعد بها تبون ، وزارة الصناعة ولمدة سنة لم تستطع وضع دفتر شروط و وزارة التجارة أفلتت موازين التجارة من يدها وأثبتت ضعفها أمام رجال المال ، وزارة البريد و المواصلات لم تستطع إيجاد حل لنقص السيولة منذ ما يربو عن نصف السنة وكذلك نظيرتها وزارة المالية ، وزارة الموارد المائية مع وزارة الداخلية لم تستطع تنظيم التزويد بالماء الشروب و تغطية مناطق الظل بعيدا عن التدليس ، وزارة الإعلام أغلقت منافذ حرية التعبير أمام وسائل الإعلام مما أفقد هذه الأخيرة مصداقية الإستقصاء وطرح الحقائق بموضوعية ، وزارة الثقافة دون أعمال ثقافية ذات قيمة تربوية منتجة ، وزارة السياحة تفتقد لفعالية التسيير لدفع قطاع التنمية السياحية وتنويع مداخيل الخزينة ومؤخرا لمن يلاحظ أنها في سبات ، وزارة الطاقة والمناجم كان حريا تسميتها وزارة البترول والغاز فلا نراها في غير هذا........ متى يفهم هذا النظام أنه شاخ بما يكفي وبات يفتقد للهيكلية التفاعلية بين مختلف المؤسسات لخلق الثروة خارج مجال المصادر النمطية وتحريك عجلة التنمية ؟ ، متى يفهم هذا النظام أن أسلوب المؤامرات لم يعد يُجدي وأنه حان الوقت منذ زمن لوأد أسلوب الستينات والمضي نحو تغيير مفهوم التسيير الفردي إلى التشاركية البناءة اعتمادا على إطارات كفأة وليس على مجموعات مُنبطحة ؟ ، متى يفهم هذا النظام أن الأغلبية باتت مقتنعة بضرورة التغيير أكثر من مسايرة الأزمات المفتعلة من الزيت للدقيق إلى ملاحقة السيولة ؟ بالله عليكم متى يفهم هذا النظام أن حاجتنا إلى التموقع ضمن الاقتصادات الفعالة يعيقها وجوده بمثل هذا المنطق وتلك الذهنيات ، متى يفهم أنه هرِمَ تماما وفشل فشلا ذريعا .


ليست هناك تعليقات